للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مالك لا تأتينا في نادينا تحت شجرة الكافور؟ فكان جوابي: إنكم تعلمون أني لا أكاد ألم بهذا المكان إلا إذا كان الأستاذ الكبير صاحب الرسالة بين ظهرانينا، وأخذ الحدين بعد ذلك يذهب بنا ههنا وههنا، وبان من أمرهم أنهم أتوا للبحث عن معنى عبارة جرت على قلم صاحب الرسالة في الكلمة الأولى التي أنشأها عن (الأزهر في عهده الجديد) وهو يصف ما كان بين الأستاذ الإمام وبين خديوي مصر وهي (لولا أنه كان من سياسة القصر - على حد منكب) وقد قال أحدهم: لم لا يأتي الأستاذ الزيات بعبارات لا تستعصي على إفهام القراء؟ فقلت لهم: إن للبلغاء سبلاً في نشر مثل هذه العبارات يتلطفون في بثها في بيانهم لتشيع بين الأدباء وتجري على أسنة أقلامهم؛ والأستاذ الزيات لا تكاد تخلو كلمة من كلماته من مثل هذه العبارة.

وأخذنا بعد ذلك نتحدث في أمر هذه العبارة فقالوا إننا قد بحثنا عنها في المصباح المنير وما يماثله فلم نجدها فهل تكون في أساس البلاغة وهو لا يكتفي بإيراد المعنى اللغوي للكلمة وإنما يبين معناها المجازي؟ فأثبت به إليهم ولما لم يعثروا عليها فيه قلت لهم إن مثل هذه العبارة لا يصيبها الباحث إلا في كتب الأدب مما يستعمله كتاب البيان ويخيل إلى أنها توجد في مثل كتاب (نجمة الرائد) وتناولت هذا الكتاب وكان على مد يدي وأخذت أبحث فيه حتى ألفيتها جاثمة بين الصفحتين ٢٤٠و٤١ من الجزء الأول منه وهذا نصها: (ويقال هو منه على حد منكب أي منحرف عنه دائم الإعراض) وكأنهم عندما عثرت عليها قد وجدوا كنزاً ولم يسعهم بعد ذلك إلا الإقرار بفضل صاحب الرسالة وعلو كعبه في الأدب وإلا الدعاء له بأن يديمه الله ذخرا للعربية وبلاغتها.

المنصورة

محمد أبو ريه

(الرسالة) جاء في معجم أقرب الموارد في مادة (نكب) (وفلان معي على حد منكب) أي كلما رآني التوى ولم يتلقني بوجهه. وهو كقولهم (فلان يلقاني على حرف)

ابن عباس أو حسان: أيهما قال

اطلعت على مجلة الرسالة فرأيت تعليقا على كتاب - أضواء الماضي - للأستاذ سامي

<<  <  ج:
ص:  >  >>