للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الكيالي إذ نسب البيتين الآتيين إلى ابن عباس رضي الله عنهما وهما:

إن يأخذ الله من عيني نورهما ... ففي لساني وسمعي منهما نور

قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل ... وفي فمي صارم كالسيف مأثور

فصاحب الكتاب نسبهما لابن عباس والأستاذ المدرس بسوهاج نسبهما لحسان كما رأى ذلك في ديوان حسان.

وفي العقد الفريد جزء ثالث صفحة (١٠٥) قال: وقال ابن عباس لما كف بصره وسرد البيتين. وفي نكت العميان للصفدي صفحة ٢٧١ يقول أنشد الجاحظ لابن عباس وساق البيتين إلى أن قال الصفدي في صفحة (٧٢) قال المعري:

سواد العين زاد سواد قلبي ... ليشتقا على فهم الأمور

وقبله قال الخريمي:

فإن يك عيني خبا نورها ... فكم قبلها نور عيني جبا

فلم يعم قلبي ولكنما ... أرى نور عيني لقلبي سعا

قلت كلاهما أخذ المعنى من قول ابن عباس

وعلى هذا فصاحب الكتاب له العذر. والذي يرجح أن ابن عباس استشهد بكلام حسان أن الأخير هو المشهور بالشعر وابن عباس عرف بالحفظ وكلاهما كانا بصيرين كف بصرهما في الكبر وليس وجود الشعر في الديوان دليلا على أن النسبة صحيحة لحسان فكم من أبيات أدرجت وكم من أبيات حذفت ولم نتلق ديوان حسان بسند متصل. وتصحيح نسبة الكلام والقول لقائلة عسير جدا وقد نسب ديوان لعلي كرم الله وجهه والأدباء يقولون أنه لم يقل شعرا إلا بيتين. وقالوا إن كل شعر مجهول نسب إلى مجنون ليلى وليس هذا خاصا بالنثر والشعر بل تتناول الأقوال والآراء والحمد لله الذي لم يعصم إلا كتابه.

أسيوط

سيد على الطويجي

الواعظ العام لمديريتي أسيوط وجرجا

<<  <  ج:
ص:  >  >>