للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البسيطة في الزواج بمحمود؟

يا لغرور الأحلام! لقد كانت كل أمانيها بالأمس تنحصر في شيء واحد هو أن تتحدث إليه، فهل تجمح بها الأخيلة إلى هذا الحد الذي تريد أن تشاركه فيه حياته؟! ثم ألا يكفيها أنه يحبها؟ أنه يلقاها فترى في عينيه دنيا من الأشواق تستطيع بحرارتها أن تدفئ قلبها إلى الأبد!! ثم أليست هي أول من يلقاه حين يحضر وآخر من يراه حين يسافر؟ حسبها إذن هذا المكان الجميل ما دام في قلب محمود!!

ثم تختلط أمامها الصور وتتزاحم الرؤى وتتماوج الأطياف حتى تنفرج أخيراً عن صورة تبدو واضحة السمات بارزة المعالم تلك هي صورة (متولي)

إنها تذكر جيدا هذا المساء الذي حضر فيه مع والده ومعه بعض الناس. لقد جلسوا طويلاً يتشاورون في أمر خطبتها (لمتولي) ثم انتهى المجلس بإعلان (الخطبة) وتذكر أن أمها وبعض الجيران رحن يزغردن في سرور والجميع يهتف بها في نشوة: مبروك يا حبيبتي. .!!

أما هي فقد كانت أشبه ما تكون بطفل صغير فقد يد أخيه الأكبر في حفلة من حفلات الزفاف، وجعل يبكي بين هتاف المغنين وأصوات المزامير دون أن يشعر به أحد. . لقد كانت تلك الأغاريد الحلوة تصل إلى أذنيها أشبه بالنواح كأنما تشيع أحلامها العذراء نحو مقابر الحرمان.

أجل حدث كل ذلك بالرغم من أنها كانت تثق بأن محموداً لن يكون زوجها المنتظر وأدركت تماما أنها كانت تخدع قلبها الصغير حين راحت توهمه بأن الزواج يصبح أملاً بسيطا حين تنفسح آفاق الحب وتسمو مشاعر العشاق!!. . . ومنذ ذلك اليوم أحست بأنها قد استيقظت من حلم جميل. . ومنذ ذلك اليوم أيضاً غاب عنها محمود!! لقد ظن الفتى النبيل أنه بذلك يساعدها على النسيان ولم يكن يقدر أن مرأى أخيه الصغير الذي يبحث عنه قد أثار كل هذه الذكريات. . .

لقد كانت الفتاة المسكينة تغمض عينها عن ضياء الحقائق لتنعم بطيف حبيبها في ظلام الأحلام؛ وعادت إليك تلك النظرات الساحرة الفاترة أشبه بشبح منهوك كان يزور قبر ولده الشاب! ومرة أخرى سوف تلهيك هذه النظرات عن سماع ذلك الحوار، أنه يدور بين شاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>