للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مشاعرها الكبير وحتى تلون وجهها الجميل بحمرة خفيفة كانت بمثابة حديث صامت عن أحلامها العذراء.

وأخرجها محمود من ارتباكها حين سألها:

- هل أبوك موجود؟ وأجابت بنبرات متقطعة خجولة

- إنه خرج. . . ولكن. . . تفضل. .! وأجابها وهو يبتسم

- سأعود مرة أخرى! فقالت وقد تغلبت على خجلها بعض الشيء

- ومتى ذلك؟ فأردف في نبرة حلوة:

- حين تريدين! تذكر أنها لم تجب بعد ذلك وتذكر أنه خلفها بعد أن ربت على كتفيها وهو يقول في صوت أخاذ.

- وداعا إلى أن أعود. . . ولم يكد يتوارى في نهاية الطريق حتى طفقت تعدو نشوى في أنحاء الدار كانت أشبه بسجين مدمن يتناول كأساً من الخمر لم يذق طعمها منذ أمد بعيد. .

وراحت تردد وهي مبهورة الأنفاس متوترة الأعصاب. . .

ربي. . . إنني لا اصدق أذني! أحقا إنني صادفت هوى من نفس محمود؟ حقا أن هذا الشيء اللطيف الرهيف الذي كنت أحسه على كتفي كان يده؟ أحقا انه يحبني؟

وأصبحت تجد طيف محمود في كل ما تنظر، وتستوعب حديثه في كل ما تسمع، وتعيش حياته في كل ما تحلم، وأصبح هو في دنياها كل شئ!!

وتذكر وما أعذب الذكريات أنهما تلاقيا بعد ذلك كثيراً وتحدثا كثيراً وفي ضوء تلك الأحاديث الشهية تلاقت عواطفهما الشابة لتسير في هذا الطريق الخالد الذي تزرع القلوب البشرية على جانبيه أزهار الأمل لتعطر للعشاق أنسام الحياة كان يحدثها عن غرامه حين يلقاها فتطرق!

وكان يربت على خدها حين يودعها فتبتسم. وكان هذا اللقاء الحبيب يتم بينهما خلسة في مكان بعيد. . . بعيد جدا هناك حيث لا تدب عصا التقاليد

وأعجب ما في الأمر أنها كانت تعلم أن هذه العلاقة لن تنتهي بهما إلى الزواج. . . كانت تعلم أن السنوات الباقية في حياته الدراسية وأن المركز الذي ينتظره في حياته الاجتماعية سوف يعودان بتلك الأمنية الغالية إلى دنيا الذكريات والأحلام. ثم هل تفكر الفتاة الريفية

<<  <  ج:
ص:  >  >>