وغاباتها، وهي من اجمل بلاد تونس منظراً وسحراً، فخرج بشعر طبيعي نادر
رحم الله أبا القاسم الشابي، وعوض الأدب العربي عنه خيراً
نموذج من شعر الفقيد
اصطدم أبو القاسم الشابي بشعور بيئته الراكدة، وضايقه المتزمتون الجامدون، فضاق الشاعر ذرعاً ونفس عن قلبه الحساس بهذه القصيدة الرائعة:
النبئ المجهول
أيها الشعب ليتني كنت حطا - يا، فأهوى على الجذوع بفأسى!
ليتني كنت كالسيول إذا سا - لت تهد القبور رمساً برمس. .
ليتني كنت كالرياح. . فأطوي ... كل ما يخنق الزهور بنحسي
ليتني كنت كالشتاء. . أغشى ... كل ما اذبل الخريف بقرسي
ليت لي العواصف ياشع - بي فألقى إليك ثورة نفسي. .
ليت لي قوة الأعاصير. . لكن ... أنت حي يقضي الحياة برمس. .
أنت روح غبية تكره النو - ر وتقضى الدهور في ليل ملس
أنت لا تدرك الحقائق ان ... طافت حواليك، دون مسّ وجس
في صباح الحياة ضمخت أكوا - بي وأترعتها بخمرة نفسي. .
ثم قدمتها إليك، فأهرق - ت رحيقي ودست يا شعب كأسي!
فتألمت. . ثم اسكت آلا - مي وكفكفت من شعوري وحسي
ثم نضدت من أزاهِير قلبي ... باقة لم يمسها أي إنس
ثم قدمتها إليك، فمزق - ت ورودى ودستها إي دوس
ثم البستني من الحزن ثوباً ... وبشوك الصخور توجت رأسي
. . ها أنا ذاهب إلى الغاب يا شع - بي لأقضى الحياة وحدى بيأسي
ها أنا ذاهب إلى الغاب علىّ ... في صميم الغابات ادفن نفسي. .
ثم أنساك ما استطعت فما أ - نت بأهل لخمرتي ولكأسي
سوف أتلو على الطيور أنا - شيدي وأفضى لها بأحزان نفسي