تربطه بها أملاك أو مصالح لا تنقل. ولكثرة ترحال العرب كثر أدب الحنين إلى الديار ووصف الدمن والأطلال والفراق كثرة بينة.
ونتج عن كثرة الحروب تعدد الزوجات ليكثر النسل (فالعزة للكاثر) ومن كان أكثر عدداً فقد نأى عنه الضيم، وفرضت مهابته على خصومه.
أبى لهم أن يعرقوا الضيم أنهم ... بنو ناتق كانت كثيراً عيالها
وأصبح تعداد البنات عبئاً على الرجل ونقطة ضعف ينبغي أن يذود عنها.
ونسوتكم في الروع باد وجوهها ... يخلن إماء والإماء حرائر
فهم يكثرون من النساء لزيادة النسل ولا يتمنون لهن أن يكثرن من البنات، ولو كانت فتاة الصحراء كفتا ة اليوم في حذق فن القتال لكان للعربي إلى المرأة نظرة أخرى. وقد ورد في تاريخ العرب ذكر نساء مقاتلات ولا سيما من الخوارج ولكنهن من القلة بحيث لا تستقيم بهن قاعدة. وقد تطور فن القتال وأصبح اليوم - بصالح المرأة، فقد كانت قديماً آلة الحرب تحتاج إلى عضل شديد، أما اليوم فقد أصبحت أهميته ضئيلة بجانب المهارة وقوة الأعصاب.
ولقد تمكن حب الحرب من نفس العربي، وساد نظام (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) وأصبحت
الحرب عندهم من الأماني الثلاث العزيزة التي لولاها لا يحفل الإنسان بحياته.
قال طرفة بن العبد: -
ولو ثلاث هن من لذة الفتى ... وجدك لم أحفل متى قام عودي
فمنهن سبقى العاذلات بشربة ... كميت متى ما قل بالماء تزبد
وكرى إذا نادى المضاف مجنباً ... كسيد الغصا - نبهته - المتورد
وتقصير يوم الدجن والدجن معجب ... ببهكنة تحت الطرف المعمد
وقال غيره: -
وكان أخي جوان ذا حفاظ ... وكان القتل للفتيان زينا
وقال غيره: -
وإني في الحرب الضروس موكل ... بإقدام نفس لا أريد بقاءها