إن عقد مسابقات للقبول بكلية اللغة العربية معناه حرمان كثير من ذوي الميول الطبيعية، والاستعدادات الفطرية، من تمكينهم من تغذية ملكاتهم وتنمية مواهبهم. .!! وعقده تحت إشراف رجال الوزارة معناه طعن رجال التعليم الوزاريين الصريح في كفاية الأزهري ومقدرته العلمية، ودراسات أزهره، واعتراف رجال الأزهر بذلك، معناه فقد الأزهر جزءاً حياً من أجزائه. وهدم ركن شديد من بنيانه. .!!
إن الأزهر ليستصرخ باسم الدين الغيورين من رجاله أن يردوا عليه كرامته؛ وأن ينقذوه من هذا الجمود البغيض، ويسايروا به مواكب الحياة العلمية المتوثبة، وتقدم العصر المطرد ويومئذ يستطيع الأزهر أن يحمل بجدارة مشاعل العلم والنور والحرية. .!!
كلية اللغة العربية
نيازي علي مرزوق
وردت هذه الكلمة بعنوانها المثبت على رأسها، وهي كلمة حق، والموضوع الذي تعرض له موضوع خطير، لأنه يتعلق بكيان الأزهر الذي يجب أن يبقى مستقلا بمقوماته وخصائصه، ذلك الكيان الذي نراه مهدداً بالتيارات التي تحدث عنها الأديب الفطن نيازي علي مرزوق.
والواقع الصريح أن أصل الموضوع هو عدم ثقة وزارة المعارف بحسن إعداد الطلبة في كلية اللغة العربية، لأنها ترى أسس التعليم في الأزهر غير متمشية مع طرائقها التربوية، وهي في الوقت نفسه تحتاج إلى خريجين لتدريس اللغة العربية والدين الإسلامي بالمدارس وهؤلاء الخريجون أنفسهم يطالبون بذلك. فالوزارات تريد أن تطمئن إليهم في تأدية هذا العمل على الوجه المرضي، فهي تعمل على المشاركة في إعدادهم وامتحانهم.
فهل ذلك الاتجاه من صالح الأزهر باعتباره جامعة لها كيانها وكرامتها ومقوماتها الأصيلة؟ لا شك أن خريجي الأزهر وطلبته الذين يريدون الخروج عن النطاق الأزهري وغزو البيئات الأخرى، هم الذين يدفعون بالأزهر إلى ذلك الوضع. ولأنفسهم يمنون الخير، وهم يريدون بلوغ غايتهم، والأزهر يقف بهم عند حدوده، فهم ينتقلون بالأزهر إلى ما يريدون، ورؤساء الأزهر يسيرون مع تيارهم، لأنه تيار جارف لا يستطيعون الوقوف في سبيله