والواقع الصريح كذلك أن كثيراً من طلبة الأزهر نشئوا فيه بغير إرادتهم، وكثير منهم يضيقون به عندما تلوح لهم مظاهر الحياة المصرية التي يعزلهم عنها الأزهر، فيتلمسون أي سبيل للخروج منه، كما يتلمسون أي صفة أخرى تغطي على أزهريتهم، وذلك بعض المتخرجين الذين لحقوا بمعهد الأوا فيه أاأأأاا ' تنببتراتنلافثلرعتلاافبعتلرلابىأ
تربية وتخرجوا فيه، تراهم يحرصون على أن يكتبوا تحت أسمائهم الصفة الجديدة فقط. ولا بأس بالاستطراد إلى أمر آخر يجرنا إليه هؤلاء الضائقون أزهريتهم، وهو ما يقول به بعض المصلحين من الأزهريين وغيرهم، من قصر التعليم على الكلمات واستمدادها الطلبة من التعليم العام، فإني أرى أن الطالب الذي يتجه إلى الأزهر، أعني الكليات، يتجه إليه برغبة، ويختاره عن عقيدة؛ فيكون الأزهري المقتنع بأزهريته، بل المعتز بها.
ونعود بعد هذا الاستطراد القصير إلى موضوعنا الأصلي، فنحرر المسألة على الوضع التالي: لا بد لخريجي الأزهر أن يلوا ما يناسبه من وظائف الدولة، وخاصة إن هذه الوظائف تحتاج إليهم، ولكن ليس معنى ذلك أن يفقد الأزهر شخصيته، ويمحو بيديه صبغته، وأعتقد أن ما حدث كان لا بد منه، فلم يكن هناك من سبيل غيره لإقناع وزارة المعارف، ولكن أعتقد كذلك أنها كانت مرحلة انتقال، يجب الآن إنهاؤها. والدور الآن على رؤساء الأزهر، فواجبهم أن يردوا عليه كرامته، على حد تعبير السيد نيازي، فيعملوا على إصلاحه وتقويمه بحيث يقتنع الجميع بأنه قوي بذاته وأن أهله أهل لما يناسبهم من الأعمال دون مشاركة أحد في إعدادهم.
وحين يبلغ الأزهر ذلك المبلغ الذي نرجوه له، لا نرى خريجي الأزهر يطالبون - مثلا - باللحاق بمعهد التربية لأن تخصص التدريس في الأزهر ليس أقل شأناً من معهد التربية، ولا نرى - مثلا أيضا - كلية اللغة العربية تطالب كلية دار العلوم بأن ترد عليها الهاربين منها، بتوحيد امتحان القبول في الكليتين واقتسام الناجحين، لأن كلية اللغة العربية لن تكون أقل إغراء من دار العلوم.
تأبين عجيب:
احتفلت نقابة الصحفيين يوم الخميس الماضي، بتأبين الكتاب الصحفي المرحوم الأستاذ عبد الحميد حمدي. وقد أبنه جماعة من الزملاء الصحفيين هم الأستاذ حافظ محمود ومحمد