للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مصطفى حمام وحسين صبحي وعبد الرحمن العيسوي وعبد العزيز السكري والسيدة منيرة ثابت. أما الأستاذ حافظ محمود فكانت كلمته مناسبة ووفت بحق الفقيد من حيث جهوده الصحفية ومودته لزملائه، وإن كان قد أساء إلى الخليل وسيبويه وغيرهما من علماء النحو واللغة، بالإضافة إلى الأخطاء. وأما الأستاذ حمام فقد جرى على عادته في كتابة أبيات الرثاء على علبة السجائر قبل إلقائها بدقائق معدودات. ومن الأبيات التي ألقاها في الفقيد:

مضى لم تدلله الحياة فلا تقل ... (لكل مجد في الحياة نصيبه)

ولعله لهذا لم يجد في إعداد قصيدة للرثاء.

وكان حمام موفقاً صادقاً في قوله:

وأمتعها من مستطاب بيانه ... وما أمتعه بالذي يستطيبه

فهذا ينطبق على المساكين أصحاب الأقلام في هذا البلد، يشبعون الناس أدبا وبيانا ولا يجدون لقاء ذلك مكافأة وتقديرا، وقد يتركون من بعدهم من يدعي إلى الاكتتاب لهم، كما حدث في هذا الاحتفال، إذ أعلنت ذلك السيدة منيرة ثابت عطفا على ابنة الفقيد!!

وجاء أكثر العجب بعد ذلك، فقد اتهم الأستاذ العيسوي الفقيد بأنه كان داعية للإنجليز! وقال أنه أفضى إليه مرة بألمه من ذلك. . وقد كان الأستاذ عبد الحميد حمدي رئيس الترجمة بالسفارة البريطانية.

وقد أصلح الأستاذ حسن صبحي ما قاله العيسوي، إذ وجه علاقة عبد الحميد حمدي بالإنجليز، بأن خدماته للسفارة كانت في وقت تتعاون فيه مصر مع بريطانيا وكان الجو بينهما مشبعا بروح الصداقة.

وأما الأستاذ السكري فقد هنأ الفقيد بوفاته. . وحمل عل الحياة وتمنى للأحياء أطيب التمنيات بمفارقتها!

وأما السيدة منيرة ثابت فقد أشادت بجهود الفقيد في مناصرة النهضة النسوية والدفاع عن حقوق المرأة، ونوهت بأن ذلك كان أيام الصبا والجمال! وهذا تواضع منها، فهي لا تزال!!

وحضر الحفلة طائفة من السيدات ومتزعمات الحركة النسوية، وقد لوحظ أنهن انصرفن قبل قراءة القرآن الكريم في الختام، فما قال القارئ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، حتى نهضن منصرفات. . وأنا استحلفهن بحق الانتخاب، هل كن يقمن لو اختتمت الحفلة

<<  <  ج:
ص:  >  >>