إلى الدهشة والعجب، فقد لبس ألبسة العصور جميعاً غير عصره. وأغرب من ذلك أن تدلى له الشعور تحت العمامة وهي عادة لم يعرفها عصره وإنما جاءت بعد ذلك. وأعظم من هذا أن يلبس قلنسوة فارسية عليها عمامة، ويظهر آنا تحت طاقية حمراء لم تعرف إلا أيام تيمور لنك
أما بقية العمائم فلا تمت بصلة إلى ذلك العصر بتاتاً، بل هي عمائم عرفت في العصور المتأخرة، عصور العثمانيين. ولو شئنا التحدث عن الأسلحة والأعلام وشارات الملك والجند وما كان يلبسه الناس في أقدامهم لتبين القارئ أن المخرج بعيد عن فن الإخراج ولا يعرف شيئا عن عصر الحجاج ولا عن عصر شجرة الدر، والظاهر أنه يفهم هذه العصور على طريقة خاصة بدليل أنه وضع في خيمة الحجاج درعين وسيفين معلقين على قاعدة خضراء على هيئة الرنوك، هذه أيضا لم تعرف بعصر الحجاج ولم يأت لها ذكر إلا بعد ذلك بقرون
أما السيوف والأسلحة فليست من ذلك العهد بتاتاً
ويوجد في متحف استنبول مجموعة من السيوف القديمة التي استولى عليها العثمانيون من خزائن السلاح المصرية في قلاع مصر وقلاع الشام يقول بعض أهل التحقيق إن فيها ما يمكن عده من أسلحة الأمويين، فيحسن بالمخرجين أن يرجعوا لأهل الاختصاص في الملابس والدروع والأسلحة والعمائم وكل ما يتعلق بأي عصر من العصور معتمدين على النصوص التاريخية، وفن الملابس، وعلم الأسلحة، وفن المعمار وكل ما يتعلق بالخطوط وقراءتها، وعلم الآثار حتى لا تخرج دار الأوبرا الملكية منظراً في القرن الأول الهجري يمثل معماراً أندلسيا أو صورة من مبان تحمل الطابع الفاطمي وهو طراز من البناء جاء بعد الحجاج بأكثر من قرنين)
وللأستاذ العالم رمزي بك ملاحظات أخرى على الإبقاء والتمثيل، ومخارج الحروف وقت النطق وغير ذلك من الملاحظات ليته يتفضل بإتحاف قراء الرسالة بشئ عنها خدمة للغة العربية الفصحى التي نعرف مقدار حرصه على سلامتها