والصحيح أن كلمة (أخرى) نعت لكلمة (تارة) المحذوفة، أي أن أصل المثل هو (أراك تقدم رجلا تارة وتؤخرها تارة أخرى).
- ثانيا - جاء في (إبر النحل) عبارة (معالي الوزير المنصف دكتور طه حسين بك). ولا أدري لماذا آثر الأستاذ التنكير على التعريف في كلمة (دكتور) إلا أن يكون قد انساق انسياقا وراء لغة العامة والعصمة لله وحده
عبد المجيد عمر
نظرة في مقال:
اعتاد الأستاذ كامل محمود حبيب أن يتحفنا بين الفنية والفنية بمقالاته الرائعة وصوره الممتعة على صفحات الرسالة الزاهرة وكان آخر ما قرأنا له مقالا بعنوان (هوى على الشاطئ) المنشور في (العدد ٩٠٢) من مجلة الرسالة الغراء ولكن الشئ الذي استرعى انتباهي قوله (. . الدين الذي يبذر في القلب الرهبة ويغرس في النفس الخشوع ويبعث في الروح الخوف ويفيد الهمة بالاستسلام) ويظهر أن الأستاذ كامل يفهم الدين على غير حقيقته. إن الدين قوة روحية لها من الكمال الأسنى قدسية تفيض بالجمال الإلهي فيملأ النفس حبا ويسمو على الرغبة والرهبة. حتى كأن للنفس طبيعة المرآة تنعكس فيها ظلال المعاني السامية فتفيض على الروح روحاً حتى لا تحيا في جسمها ولا تفنى معه. تضفي على الحياة معنى تتنسم منه خلود الجنة حتى لا ترى في الحياة شهوة مثيرة، أو رغبة أخاذة أو أملا فاتناً أو مصيبة مهلكة، إنما ترى فيها سبيلا مجداً دعاك إليه من خلق الحياة ومن ورائها الجنة فلا تأخذك الحياة بيأسها أو تغريرها كما لا تأخذ من الحياة إلا ما فيه مصلحة الحياة ولا تهمل منها ما فيه مصلحتها لأنه لم يخلق شيئاً عبثاً.
فالدين بجوهره خلق وتربية غير أنه لا يحتاج إلى ما تحتاجه الأخلاق من قوة مسيطرة وإنما هو القوة المسيطرة على الأخلاق توجهها لأقوم وجهة، فهي خارجة عن الذات تراقبها، ولها من الذات قوتها لاعتقادها بأن الله (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور).
إن الدين حق الفرد على الجماعة فلا تعتدي عليه، ولا تنقصه حقه ولا تقيده في حريته، وإنما تنتصف له حتى يكون ضعفه في أقوى قوة.