للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فيها من خير وما فيها من شر. وحقاً إن تكن المرأة سيئة الخلق، لوثت بويضتها نطفة الرجل فيخرج الجنين كأمه سيئ الخلق أو إن تكن غير كفء بأن تكون ضعيفة العقل أو ذات بله فتنقل بويضتها وراثة البله والجنون وغير ذلك من الأمراض إلى نسلها.

وأمر لذلك رسول الله باختيار المرأة ذات الدين والخلق فقال في حديث آخر (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين والخلق تربت يداك) فإن النسل سيرث منها خلقها فيكون ملكاً رحيماً إن صلحت وشيطاناً رجيماً إن فسدت وهي مرآة أبنائها وهم صورة مصغرة منها ولم يهتم الرسول بغير دينها وخلقها.

هذه وجهة نظر في الوراثة من الأبوين وسنرى رأي الطب في ذلك.

الطب والوراثة

يقول الطب إن الجنين يعتمد في خلقته وتكوينه على نوع الحيوان المنوي في الرجل ونوع البويضة في المرأة فيخرج يشبه الأبوين جسماً وعقلاً، فإن اختلف عنهما كان موضع غرابة وشذوذ قاعدة.

وقانون (مندل) يقول بأن هناك وحدات تمثل صفات خاصة موجودة في الحيوان المنوي وفي البويضة، وهذه الوحدات تنتقل بعضها أو كلها إلى النسل، وعندما تتحد وحدات الأبوين المختلفة مع بعضهما باتحاد الحيوان المنوي والبويضة تتغلب وحدة على الأخرى أو بمعنىآخر قد تطغى إحدى خواص الوحدات من إحداهما على الأخرى في الذرية ولنضرب لذلك مثلاً يسهل علينا فيه هذه النظرية.

إذا توالد خنزيران بريان (وقد اختير هذا الحيوان لسهولة عمل التجارب عليه في المعامل) وكان أحدهما أبيض اللون والثاني أسود كان أول نسل منهما أسود اللون كأحد الأبوين وذلك لأن اللون الأسود يطغى ويمسح اللون الأبيض.

وليس معنى ذلك أن يذهب اللون الأبيض لغير رجعة فإن هذا النسل الأسود سوف ينتج إذا تناسل مع بعض نسلاً بعضه أسود وبعضه أبيض وقد وجد أن ثلاثة أرباع النسل في هذه الحالة يكون أسود كأحد الأجداد السود والربع أبيض كالجد الأبيض.

رأينا من المثل السابق كيف يطغى اللون الأسود على الأبيض في الإرث التناسلي فكذلك الخلق الفاسد يطغى على الخلق الحسن كما يطغى اللون القاتم الأسود على الأبيض الأزهر.

<<  <  ج:
ص:  >  >>