الذي تعارف عليه بينه وبين نفسه. وهذه هي (الواقعية النفسية) التي تجاوبت أصداؤها في أعماق ذاته، منعكسة على وجهات نظره من واقعية المجتمع الذي عاش فيه، والمجتمع وحده هو المسؤول عما أصابه من شذوذ وانحراف!
هذا هو التفسير الذي يمكن أن يرجع إليه الأديب الفاضل حين تعترضه أمثال هذه الآراء المنحرفة في قصة (دوريان جراي) أما عن خطرها الكبير على المجتمع وشرها المستطير على الأخلاق فأود أن أقول له: هون عليك! ألا تخشى على المجتمع الشرقي مما يسري في كيانه من فنون المحرمات وضروب الموبقات، ثم تخشى عليه من كلمات لأوسكار وايلد؟! أو كذلك أن مجتمعنا الشرقي قد بلغ من الفساد والتأخر والانحلال، ما جعل الكثيرين من أبنائه يجدون أنفسهم في كلمات الكاتب الكبير. . ومع ذلك فإن البقية الباقية من أصحاب المثل العليا والخلق القويم، لا يمكن أن تنحرف عن طريقها في الحياة ولو امتلأ هذا الطريق بنوافث السموم!!
بعض الرسائل من حقيبة البريد:
قلت وما زلت أقول: إنني أوثر أن ألقى الذين يكتبون إلى في وضح النهار. . . ولهذا أرجو أن يكشف هؤلاء القراء عن أسمائهم، حتى أستطيع أن أرد على رسائلهم هنا أو في رسائل خاصة: الأديب (م) بالمدينة المنورة، والأديب (ع. ص) بدمشق، والأديب (ف. ش) ببغداد، والأديب (ابن العميد) ببيروت، والأديب (هـ. س. أ) بقنا. . ولهم جميعاً خالص الشكر على وفائهم للخلق والعقل، مع صادق التحية والتقدير.