ألا ترون أن لمثل هذه الآراء خطرها الكبير على المجتمع وشرها المستطير على الأخلاق؟. ولكم خالص الشكر والتقدير.
(عمان - شرق الأردن)
يوسف. ب
من الغريب أنني حين فضضت غلاف هذه الرسالة وبدأت أقرأ ما جاء بها من كلمات، كان يجلس إلى جانبي مترجم هذه القصة وهو الأستاذ لويس عوض المدرس بجامعة فؤاد الأول. . وارتسمت على شفتي ابتسامة عريضة وأنا أدفع إليه برسالة الاحتجاج الأردنية قائلا له: أجب يا أستاذ! كيف تترجم للناس قصة من شأنها أن تهز معايير القيم وتزلزل مكارم الأخلاق؟! وقال الأستاذ المترجم بعد أن فرغ من قراءة الرسالة في شيء من الإنكار: أو تعتقد هذا حقا؟ إنني أترك لك الجواب!
وهذا هو جوابي عما جاء برسالة الأديب الفاضل: إذا رأيت شيئا من الشذوذ في الأدب أو شيئا من الانحراف في الفن، فعليك أن ترد الشذوذ والانحراف إلى أثر (البيئة المعنوية) في نفس الأديب أو شعور الفنان. . هذه البيئة المعنوية التي أحاطت بحياة أوسكار وايلد هي التي طبعت عقله بهذا الطابع الفكري، ولونت مشاعره بهذه الألوان النفسية. لقد عاش أوسكار وايلد في بيئة منحلة وتنفس في أجواء موبوءة. . كان يحلم بالقيم فتبخرت من حوله القيم، وكان يتطلع إلى المثل فتبددت من حوله المثل، وكان يحاول أن يزن الأمور بميزانها الصحيح في وقت اختلت فيه شتى الموازين! من هنا نشأ الكاتب الكبير ساخطا على الدنيا ثائرا عن الناس، ساخرا من الأوضاع المألوفة والتقاليد الموروثة، حتى غدت أكثر القيم الخلقية والإنسانية وهي في رأيه مجموعة من (الاصطلاحات). . تلك التي (يتعامل) بها المجتمع لأغراض وغايات!!
الحب مسألة إرادية؟ هذا (اصطلاح) زائف. . إنه مسألة فسيولوجية! الضمير المثالي؟ هذا (اصطلاح) فاسد. . إنه سلاح الجبناء! الفن الخيالي؟ هذا (اصطلاح) فاشل. . إنه أداة العاجزين! النزوة العارضة والعاطفة الدائمة؟ إنهما (اصطلاحان) يفسرهما كل فريق حسب هواه! وهكذا تجد أوسكار وايلد، كافرا بكل ما تعارف عليه الناس، لا يكاد يؤمن إلا بهذا