المآخذ في نقد الأستاذ مجذوب، حاكما للفائز الأول بما يرضي الحق والنقد والضمير.
وتبقى بعد هذا كله إشارة الأستاذ الفاضل إلى شعرائنا وشعراء الشام. أتريد مقارنة؟ أرجو أن تنظر في شعر على محمود طه، وأن تعيد النظر فيما كتبته عنه من فصول، ثم قارن أنت. . . قارن بينه وبين شعر أبو ماضي، أو بينه وبين شعر أبي شبكة، أو بينه وبين شعر أبي ريشة، ثم ابعث إلي برأيك الموجز أو برأيك المفصل، مقاماً على مثل تلك الأسس النقدية التي أقمت عليها رأيي في شعر على محمود طه، وأنا أستعرض شتى الملكات الشعرية عند هذا الشاعر الفنان. . . وعندئذ سأوافيك وأوافي القراء بما شئت من مقارنات!
أما عن قصيدتك (ذات مساء) فهي شعر شاعر. . وسننشرها في عدد مقبل من الرسالة إن شاء الله.
لحظات مع أوسكار وايلر:
لما كنت أعرف أن الصفحات المخصصة لكم من الرسالة الغراء، مقصورة على الأمور الأدبية والمسائل الفنية؛ لما كنت أعرف ذلك لم أتردد في أن أسألكم شيئاً من التعقيب على ما عرض لي أثناء مطالعتي لقصة (دوريان جراي) وأنا أكتب هذه الكلمات بعد تأمل لم يتمخض عن نتيجة مرضية، وبخاصة لما في آراء كاتبها الكبير من شذوذ عجيب وتخريج غريب، ونظر للأمور ومسائل الحياة من جهات مغايرة ومنظار مخالف. . بيد أنني لا أشك في أن الآراء والنظرات مهما كانت ممعنة في الشذوذ مسرفة في التطرف، لا أشك في أن يكون لتلك الآراء والنظرات مرتكز ترتكز عليه أو تفسير يرجع إليه. . ولهذا كتبت إليكم راجيا أن تظهروا لي خبئ ما عز علي تفسيره، وأن تجلوا ما لم أرتح إلى إحاطتي به، وإليكم بعض النماذج من خواطره وأفكاره:(الحب مسألة فسيولوجية لا دخل لها في الإرادة، ولذلك فأنت ترى الشباب يحاولون الوفاء فلا يستطيعون، وترى الشيب يحاولون الخيانة فلا يستطيعون)!. . (الفن الخيالي يبدأ حيث يجب أن ينتهي)!. . (الجبن والضمير اسمان لمدلول واحد، وكل ما هنالك أن الضمير هو الاسم الرسمي، الماركة المسجلة على حد قولهم)!. . (الفرق الوحيد بين النزوة العارضة والعاطفة الدائمة، هو أن النزوة العارضة أطول عمراً من العاطفة الدائمة)!