للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لا يعرفون واجباتهم يتخرجون لواجهوا جيلا يسير إلى مصيرهم التافه. .

(فالمشكلة ليست مشكلة مال، وإني لأخجل حين أرى مكتبة الجامعة والمكاتب العامة تصفر صفير المقابر. . فليست الأزمة اقتصادية ولا هي أزمة في التأليف، فمكاتبنا بحمد الله تشكو التخمة وعدم التصريف. . وإنما هي في صميمها (أزمة سياسية) وإليك الدليل:

(كلنا يحفظ تلك الكلمة الخالدة (الشعب الجاهل أسلس قيادا من الشعب المتعلم) وكلنا يعلم أن التعليم ثورة خفية وقوة كامنة رهيبة. . . هو النور الذي يخشاه خفاش الاستعمار، فالاستعمار الذي رسم طريق التعليم الجاف العقيم)

وأنا أوافق الأستاذ الشهاوي على مدخل (السياسة) في الموضوع، فنحن لا نزال نسير في تعليمنا على تلك الأسس التي أريدت لنا، وذلك بدافع (القصور الذاتي) وبدافع العقليات التي كونها التعليم الاستعماري ولا تزال تشارك في توجيه التعليم.

وقد مر الأستاذ عابرا بمسألة (البيت المصري) باعتباره جذرا من جذور مشكلة القراءة المتشعبة المتغلغلة، فالناشئ عندنا يشب - غالبا - في بيت ليس فيه للكتاب مكان وأذكر أني شاهدت معرضا لكتب الأطفال أقيم في القاهرة من نحو سنتين، كان يحتوي على كتب بلغات أجنبية وأخرى باللغة العربية، فرأيت هناك عددا كبيرا من الأجنبيات يفحصن ويتأملن الكتب المعروضة بعناية وانتباه، كي يخترن لأولادهن ما يغريهم بالقراءة ويجدي على عقولهم، ولم أر في المعرض مصرية واحدة. . . وهذا طبيعي، لأن الأم المصرية نفسها لا تقرأ، فما الذي يحفزها على طلب ما يقرأ لأولادها؟

عباس خضر

<<  <  ج:
ص:  >  >>