كليانت معلنا أنه السارق، ويبدو أن ذلك مقصود به ظهور الحقيقة الساطعة بعد الظلام الذي كان يجري فيه التحقيق، فهو تعبير بالضوء، ولكن مع ملاحظة هذا الهدف المعنوي شعرت بالانتقال المادي المفاجئ من الظلام إلى النور، وهو انتقال يوغل في البعد عن الواقعية.
وقد مثل دور البخيل سعيد أبو بكر فأجاد فيه إلى حد بعيد، حتى ليخيل إلى أنه لم يخلق إلا ليكون هارباجون البخيل، ويليه في الإجادة صلاح سرحان في دور فاليرا، فقد كان موفقا في تمثيل المداهن اللبق الذي يستجلب الرضى بنفاقه وفي الوقت نفسه يصل إلى ما يريد. وقد برحت نعيمة وصفي في دور (فروزين) المرأة الناعمة التي أرادت خداع البخيل عن شيء من ماله، وقد كان حريا أن ينخدع لما بذلته معه، ولكنه البخيل. .
وكان عدلي كاسب خفيف الظل. وقامت كل من زهرة العلى وانشراح الألفي بدوريهما في توفيق، غير أن الأولى تحتاج إلى مران في إشباع النطق العربي الفصيح.
حول مشكلة القراءة:
تلقيت من الأستاذ عبد الخالق الشهاوي، رسالة يعقب فيها على ما أثير على صفحات (الرسالة) حول مشكلة القراءة. فيما يلي أهم ما يقوله.
(ليس بي حاجة إلى أن أقرر أن ٩٠ في المائة من طلبة جامعاتنا على أقل تقدير - يهتمون - إلى أبعد حدود الاهتمام - بالزي وبالسينما، وبقراءة المجلات الرخيصة التي لا تحمل حتى قشور الثقافة، بل إن بعض الطلاب - ولا أقول الطالبات - يتابعون أحدث تطورات الأزياء! فإذا بقى للعلم متسع من وقت شبابنا (الحي) فإنما هي أيام قبيل الامتحان (يحفظ) فيها ما يخف حمله ويغلو ثمنه. . وإذا هو بعد سنوات في المجتمع المسكين ينشئ جيلا أو يدير عملا خاصا أو عاما. .
(وتعود أصول هذه المأساة أولا إلى الأيام الأولى في البيت المصري المريض، وثانيا إلى النقص الكبير الذي نعانيه في تنظيم برامج التعليم في جميع مراحله، وثالثا إلى الأساتذة والقائمين على تكوين العقل المصري. . فالجامعيون منهم ليس لهم من الجامعية سوى الاسم، أما في المدرجات فالمتبع هو الطريقة المدرسية (المتحفية) التي تسير بالجيل إلى ما رسمه (دانلوب) من أساليب تعليم لا يكون متعلمين، وإنما يوجد موظفين يقطعون الوقت بالحديث عن العلاوات وتعمير المقاهي ودور السينما. وهكذا نسير في دائرة مفرغة: طلبة