ويصاحب ذلك علاقة حب أخرى بين (إيليز) ووكيل أبيها الفتى (فالير) في الوقت الذي يريد فيه هارباجون أن يزوج ابنته إيلز من رجل غني مسن.
وأخيرا يدبر كليانت مكيدة لأبيه إذ يسرق الصندوق الذي جمع فيه ماله. فيجزع هارباجون لفقد ماله، ويطالب المحققين بنصب المشانق للسارقين، فإذا لم يعثر على السارق طالب بالقبض على الناس أجمعين!
ويتهم فالير بالسرقة، فيدور بينه وبين هارباجون حوار ظريف بديع، إذ يقر الأول بالسرقة وهو يعني سرقة إليز التي اتفق معها على الزواج، ويحمل هارباجون الكلام على المال. ثم يظهر كليانت ويعترف بالسرقة ويبدي استعداده لإعادة الصندوق إذا تنازل له أبوه عن ماريان، فلا يتردد الرجل في إجابة هذا الطلب ما دام سيرد إليه ماله الذي هو كل شيء لديه.
ذلك ملخص مسرحية (البخيل) وهي تقوم على تحليل هذه الشخصية العجيبة، ورسم صورة البخيل كما هي في كل زمان وفي كل مكان، يتجه كل شيء في الرواية إلى إلقاء الضوء عليها، لتظهر سماتها وخصائصها، فإذا أنت أمام شخصية تعرف لها في الحياة أشباها، وإذا أنت تشارك المؤلف نظرته إليها وسخريته بما يجري منها وحولها، وإذا أنت إزاء مفارقات تغرق في ضحك لا يبعثه تدبير ولا قصد، لأن روح الدعابة يجري في الحوار وفي المواقف طبيعيا منسابا في جسم الرواية من أولها إلى آخرها.
والحوار مسوق في أسلوب أدبي، وهو يميل في أول المسرحية إلى التطويل في الحوار بقصد التعريف بالأشخاص أو الإنباء بالحوادث وتشيع فيه كلمات كثيرة عن الشرف والحب البريء والفضيلة وما إليها مما هو أدنى إلى الطريقة المباشرة في إلقاء الدروس. .
وقد أخرج المسرحية الأستاذ زكي طليمات، وأهم شيء يظهر به جهده في الإخراج، إسناد الأدوار إلى الممثلين والممثلات، وتحريك المجموعة كلها في اتجاه معبر عن جو الرواية، ويعجبني من الأستاذ زكي طليمات أنه يجعل كل فرد على المسرح جزءاً حيا من الحياة التي تجري فوقه، إذ يظهر الظلال والأصداء على سمات الواقفين الساكتين كأنهم ينطقون مع الناطقين. على أنني لا أدري لم ظهرت إليز وفالير في أول الرواية على مؤخرة المسرح، وكنت أوثر أن يتقدما نحو الجمهور. وقد رأينا النور يسطع فجأة عندما دخل