السلطة بسهولة يصدق الملق. . وبسرعة ينسى النفاق) فهو يصفه بأنه يتملق ونافق في الوقت الذي يعمل فيه على كسب رضائه ونيل مساعدته. وعلى ذلك يظهر لنا القائل الحقيقي وهو المؤلف الذي يريد التعبير عن هذه الحقيقة فلم يجد لها غير ذلك الذي لا تناسبه في موقفه. والموطن الثاني في حديث الفتاة التي خطبت الرجل، عندما شبهت المرأة في انتظار من يخطبها بالطائر (يخطر على أعشاب المروج في انتظار يد القانص الذي قد يأتي وقد لا يأتي. .) ولا شك أن الطائر لا ينتظر الصائد، وإنما هذا يفاجئه، بخلاف المرأة التي تنتظر متمنية.
وبعد فإنني أحيي الأستاذ الحكيم أطيب التحية، وأعرب عن إعجابي باتجاهه نحو المجتمع واستجابته لدواعيه، بهذه المجموعة من التمثيليات الحية النابضة.
وقد كان الأستاذ - في أكثر إنتاجه الماضي - يتجه إلى الأفكار المجردة العاجية. ولكنه شعر في الفترة الأخيرة بنداء المجتمع فلباه، وما أحسن ما فعل! وأنا - مكرها على هذه (الأنا) لأتحمل تبعة ما أقول - أعتقد أن من يمشي على الأرض ساعيا مع الناس في حركة ونشاط، خير وأسمى ممن يحلق مع الغربان في أجواز الفضاء. . .
مسرحية (البخيل)
هذه هي الرواية الثانية لفرقة المسرح المصري الحديث، قدمتها في الأسبوع الماضي على مسرح الأوبرا الملكية. وهي للكاتب الفرنسي موليير، وكان، قد ترجمها المرحوم محمد مسعود بك.
السيد (هارباجون) رجل بخيل، بل هو البخل مجسما في شخصه، لا يرى في الحياة ما يستحق العناية غير المال، لا يقيم لغيرة وزنا. يقتر على نفسه وعلى ولديه (كليانت) و (إيليز) أشد التقتير، ويقرض المال بالربا الفاحش، ويفرض على المقترض شروطا قاسية، ويصفه أحد أشخاص المسرحية بأنه إذا سلم قال (إني أقرضك السلام) ولا يقول (أهدي إليك السلام) لأن الإهداء أبعد شيء عن حياته، وهو يضن أن يجري على لسانه!
وهارباجون في الستين من عمره فقد زوجته أم ولديه، ويأبى مع ذلك إلا أن يتزوج فتاة في سن ابنته (إيليز) هي (ماريان) التي يحبها ابنه (كليانت) ويدور الصراع بين الأب المتصابي والابن العاشق على ماريان، يريد كل منهما أن يتركها له الآخر.