للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المسرحية فماض مستمر في الحاضر؛ ومادة التاريخ وثائق ومحفوظات، وقيمته إخبارية بحتة. . والمسرحية على العكس من ذلك، فهي لون من ألوان الأدب الحي لقدرته المستمرة على الإثارة الفكرية والعاطفية. فالمسرحية التاريخية إذن تصور الواقع التاريخي تصويراً يعيد خلقه على نحو حي، وترتب هذا الواقع التاريخي في صورة فنية تثير المشاهد، وتولد الأثر الذي يهدف إليه المؤلف. فالمقياس إذن، هو مدى قدرة المؤلف على بعث الحياة في الواقع التاريخي، ومقدار توفيقه في التأثير على المشاهد. ولتحديد ذلك نستعرض المسرحية.

. . . في سنة ٧٢ هجرية نرى الحجاج وقد أصبح قائداً في جيش أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان، وقد ظهرت في حياته امرأة هي (الأهوازية). .

وبعد ذلك بعام يصبح الحجاج قائداً لجيش الخليفة بالقرب من مكة، ونرى ابن حكيم وابنته عفراء يدخلان عليه، ويستنجزانه وعده للعفراء بالزواج، فيردهما خائبين. وعندما تراهما الأهوازية، وتسأله عن الفتاة فيجيبها بأنها رفيقة صباه، وأنه سيتزوجها، فتغار، وتثور غاضبة مهددة، فيصرفها في لين. . ويعود أحد الرسل فيخبره بأن ابن الزبير قد أبى الاستسلام، فيأمر بضرب الكعبة بالمنجنيقات. ويعين الحجاج والياً على المدينة ويطلب من عبد الله بن جعفر أن يزوجه ابنته أم كلثوم، فيأبى لأنه هاشمي، وتقتحم الأهوازية عليهما القاعة، فينصرف عبد الله، وتتوسل إليه الأهوازية أن يعرض عن هذا الزواج لأنها تحبه، فيصر على عزمه، وتعميها الغيرة، ويثيرها الغضب فتهدده بالكيد له.

. . . ويصبح الحجاج والياً على العراق. . ونراه في قصره بالكوفة يسأل عن أنباء الأهوازية بعد أن هربت. . وإذا بسهم يصيبه في كتفه، وتقبض الشرطة على الضارب فإذا به الأهوازية!. . وقد أرادت أن تقتله لتنساه. وتطلب منه أن يقتلها ليخلصها من العذاب الذي تقاسيه، فيقترب منها، مبدياً إعجابه بفتنتها، وجسدها الرائع، وتكاد شفتاهما تتلامس، لكنه يقذف بها بغتة مصرحاً بأن الحب لا يقع منه ببال. . . ثم يخبرها بأنه سيخطب هند بنت أسماء. . وتنتهز الأهوازية فرصة غفلته عنها، فتلقي بنفسها في النهر، فيصيح الحجاج بالجند ليدركوها، ويأتوه بها حية أو ميتة. . . وتستعين الأهوازية بشبيب على الحجاج، وتعده بأن تكون له، إذا مكنها من الحجاج الذي أذلها. . ويعلن شبيب أنه سيفاجئ

<<  <  ج:
ص:  >  >>