للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الكوفة الليلة، ليظفر بالحجاج. . . وفي نفس الليلة، نرى الحجاج في قصره وقد حاصره جند شبيب، وأرسل له رسولاً يفاوضه،. . ويدخل الرسول وإذا به الأهوازية أيضاً! ويقبل عليها الحجاج معاتبا. . . لائما. . . يصرح لها بالحب وكان بالأمس يرفض حبها، ويذل قلبها، ولكن الأهوازية تطلب منه أن يسلم نفسه فيركع عند قدميه في تذلل قائلا (رحماك (يا أهوازية رحماك) فتقول له دعني دعني لا تخدعني) وتصر على أن يسلم نفسه، فيأبى، فتنصرف. وتمر برهة وتدوي الأبواق. . وينظر الحجاج من الشرفة فيرى الجند يجلون عن القصر، فيقول مهتاجاً (يا لقلب المرأة! لقد خدعتها فخدعت هي صاحبها) ثم يأمر الجند بأن يرموا ظهر الأهوازية بالنبال. . فيقول له عنبسة (أتضرب ظهر من عملت على إنجائك أيها الأمير؟) فيأمر الحجاج جنده بأن يسددوا الضرب.

. . . وفي سنة ٩٠ هجرية. . . ترى الحجاج في مقر ولايته بمدينة واسط. . . وقد أضناه المرض. . . نرى الأهوازية وقد عادت إليه، وأصبحت سيدة قصره. . . وتشتد العلة بالحجاج. . . ويأتيه كاتبه يزيد فيخبره بأن سعيد بن جبير ينتظر الإذن في الدخول ليحاسب في أمر خروجه مع ابن الأشعث. . فيأذن له في الدخول. . .

. . . ويأتي سعيد بن جبير وهو مقيد بالأغلال. . . ويدور الصراع بينهما. . . وينتهي بأن يأمر الحجاج بقتل سعيد. . . وعندما يقتل، يضطرب الحجاج، ويجزع، وتحتبس أنفاسه. . . ثم يهدأ قليلاً. . . ويأتيه رسول قتيبة بحفنة من تراب الصين. . . فيأمر أن تزف البشرى إلى أمير المؤمنين. . ويلفظ نفسه الأخير. هذه هي المسرحية. . . وقد التزم المؤلف جانب التاريخ في تصوير حياة الحجاج السياسية. . . وبما كتبه المترجمون في تصوير حياته الخاصة وعاداته وميوله وطباعه. . وأخبار غزواته. . وآرائه في الحكم والسياسة. . .

وأراد المؤلف أن يبعث الحياة في هذه الصورة التاريخية، وذلك بتصوير الجانب العاطفي في حياة الحجاج. . فخلق من مخيلته شخصية الأهوازية وتجعلها تحتك بالحجاج في مواقف عدة، وطول بذلك أن يقيم الصراع بينهما وينفذ من هذه الزاوية الإنسانية إلى قلب المشاهد ليؤثر فيه. فهل وفق المؤلف في فرضه؟ ذلك ما سنحاول أن نبينه بمناقشتنا للجانب العاطفي الذي صوره المؤلف في مسرحيته.

<<  <  ج:
ص:  >  >>