للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الذي يسمح به تكوينه وسنه. فأدى به ذلك إلى المد في العبارة والضغط على آخرها، وغلب على أدائه النغمة الكلاسيكية. وفي المنظرين الأخيرين، عندما التقت طبيعته بطبيعة الدور الذي يمثله، ارتفع إلى القمة في أدائه.

وقام الأستاذ عبد الرحيم الزرقاني بدور عبد الملك بن مروان، فجسمه في حكمته وحزمه وإنسانيته، وأبرز الخطوط الخفيفة التي تصور معالم شخصية دوره بالصوت المعبر، والانفعال المتزن، والحركة المصورة.

وقام الأستاذ محمد السبع بدور سعيد بن جبير فجسم ثورته على بني أمية بالنار المندلعة في العبارات التي كان ينبذ بها في وجه الحجاج، والنبر الصوتي القوي المشحون بالغضب والإيمان.

وقام الأستاذ أحمد الجزيري بدور أبي بردة، وهو رجل تقي ورع ساذج، فبلور هذه الشخصية بروحه الخفيفة الشفافة، وأثار المرح العميق في القلوب بحركاته الطبيعية، وأدائه الصادق، وأثبت في اللحظات التي ظهر فيها أنه ممثل كوميدي راسخ في فنه.

وقام الأستاذ سعيد أبو بكر بدور الخصي بهروز، فكان موفقاً فيه، وأضحك المشاهد بتصويره الكاريكاتيري لهذه الشخصية.

وقام الأستاذ محمد الطوخي بدور ابن حكيم فصور بصوته القوي الطيع حنان الأب الذي يتعلق بالأمل، ليسعد ابنته.

وقام الأستاذ عدلي كاسب بدور شبيبب فساعده جسمه على الظهور بمظهر القائد الثائر، وساعده أداؤه الجيد على تصوير المحب الوالد.

وقامت بالدور النسائي الأول السيدة نعيمة وصفي، وهو دور الأهوازية. فجسمت غيرة المرأة المتنمرة، وغضبها إذا جرحت في عزتها، وحبها العارم للحجاج، وحقدها عليه لإذلاله قلبها، ثم مثاليتها عندما ارتوى قلبها المحروم. لقد صورت هذه الألوان العاطفية المتباينة، في طبيعة وصدق. وأثبتت أنها ممثلة جديرة بأن تقوم بالأدوار الرئيسية.

وقد برز من طلبة المعهد، سعد قردش، وفوزية مصطفى، فنجح الأول في دور عبد الله بن جعفر، ووفقت الثانية في دور عفراء وامتازت بصوتها المرن الحنون.

. . . وبعد. . . فقد أثبتت فرقة المسرح الحديث وجودها في عالم المسرح. وبلغت ما كان

<<  <  ج:
ص:  >  >>