الماء، ومشهد الفارس يمنعه شرب الماء بالقوة، ولباعث من العقيدة الدينية أو الضمير الإنساني خلق هذا المشهد عقدة نفسية في هذا الفرس ولا يبعد أن تكون هذه العقدة قد أدت به إلى مرض في الجسم لا يشفيه إلا الماء فكلما تذكر المشهد اندفع إلى الماء ليشرب ويبقى يكرر العملية بوعي أو بدون وعي.
وقد أثبت العلم الحديث كثيراً من الحالات الشاذة التي ترجع إلى عوامل نفسية بحتة، تبقى ما بقيت هذه العوامل وتزول متى زالت، كما أن اعتياد بعض الأعمال والإدمان عليها بإرادة أو بدون إرادة كثيرا ما يرجع إلى مرض نفسي وإلى عقدة تنشأ من حادث يمر بحياة الإنسان فيدفعه إلى الشذوذ أو المرض الجسمي، وفي الماضي القريب قرأنا: أن رجلا شفي من مرض السل بعد وفاة حماته بلحظات. وأثبت الطبيب المشرف على علاجه أن مرضه لم يكن إلا نتيجة لعقدة نفسية.
وبعد فإن رواية عطش (الفارس) وعدم ارتوائه لا تدعو إلى الاستغراب والدهشة واستهجان (نخبة ممتازة من الشباب المثقف) ببغداد ولا تستدعي لوم (الرسالة) على نشرها لأنها من الأساطير والخزعبلات!! ما دام (الشباب المثقف) يجد مفتاحا لحل مثل هذه الأساطير والخزعبلات على ضوء العلم الحديث، وقد تنبهت (الرسالة) نفسها فعلقت على الكلمة بقولها: (لعله أصيب بهيضة) وليس بغريب أن يكون ذلك سواء أكان نتيجة لتلك العقدة النفسية التي سببها ذلك المشهد الخطر أم جاء هذا المرض عفواً فرافق حياة الفارس وكان جزءاً من تاريخه.
أما إذا لم يكن هناك تفسير لمثل هذه الروايات فإني مع المستهجنين الذين لا يرون في نشرها إلا تضليلا للعقول واستثارة للعواطف الدينية.
القاهرة
عراقي
أيها اللاجئون. . .
أقبل الشتاء أيها اللاجئون: وعلى وجهه ظلمة القبر، وفي قلبه قسوة الكفر، وعلى شفتيه صيحة الذعر، وعلى راحتيه ألف زوبعة وزوبعة. . .! أقبل الشتاء أيها اللاجئون: وحشو