الذكريات التي تنهل منها القلوب حين تظمأ في العواطف في صحراء الحياة!!
وإنها لتكاد تجن حين تذكر أن هناك أيدي كثيرة كانت تمتد إليها ومعها الثراء والشباب والجاه ولكنها كانت ترفضها جميعاً لأنها كانت تفتح ذراعيها لتستقبل ذلك الطفل الصغير الذي يقطع الردهة جرياً على قدميه الصغيرتين ليلقي بنفسه في حضها الحبيب!!
كانت لعبة طريفة من غير شك تلك التي أنستها شبابها النضير.
ومتى يا ترى كانت تذكر ذلك الشاب وهي التي كانت تمضي يومها الطويل لا تفكر إلى في سمير! وهذه اللعبة الطريفة ستسره من غير شك. . . وتلك البدلة الأنيقة سوف تكون مثار دهشته. . . وهذه الحفلة ما أجمل أن يشاهدها سمير. . .!
لقد كانت تود لو استحال العالم كله إلى لعب، إذن لأحضرتها من أجل سمير. . .!
البسمات التي تمرح على شفتيه، والنظرات التي ترقص في عينيه، والكلمات التي تعدو متعثرة على لسانه الصغير؛ كل أولئك تحف غالية كانت تبيع شبابها من أجلها وما أرخصه من ثمن!.
إن أوثق رجل في الوجود لا يستطيع وهي في كنفه أن تقوم بالليل لتتفقد فراش سمير. . ولتنظر هل لا زال الغطاء منسولاً عليه؟ وهل تحرك وهو نائم وأوشك رأسه أن ينحرف قليلا عن الوسادة؟؟ وهل مد يديه الصغيرتين فلم يجد عنقها ليطوقه في شغف؟ كلا كلا هذا مستحيل!
إنها ترفض العالم كله إذا قدم إليها خالياً من سمير!
إنها الآن تتذكر كل ذلك ولا تملك إلا أن تبتسم في سخرية لهذه الأفكار التي تبدو لها الآن تافهة!
أجل إنها تافهة من غير شك وهي تعجب كيف ظلت تجهل ذلك حتى الآن!
الأمومة. . . التضحية. . . الذكريات، كل هذه الألفاظ الجوفاء التي ظلت تتعبد بها طيلة تلك السنوات الأربع ما جدواها وما نفعها؟ أجل ما جدواها في ذلك الزمن الذي يغتصب فيه كل إنسان سعادته من فم الأيام؟ ما أشبهها بأزهار القرع لا تجد وراء ألوانها الناقعة نفحة من عبير!
إن سميراً هذا الذي تبيع شبابها من أجله لتشتري له البسمات سوف يدفع لها الثمن يوماً