فيخول حاملها حقوقاً علمية وحقوقاً مادية وحقوقاً دستورية. . . ليوهم الناس بأن شهادة عليا هذا شأنها هي في نظر الجامعة التي تعلم المنطق والعقل أقل من شهادة التوجيه. ولا عجب فمنطق الجامعة إذن - يعترف بالسمو إلى أسفل أو يؤمن بالتقدم الى الوراء.
وما رأي الجامعة - وهي أخت الجامع - وفي الجامع الذي لا يرد قاصداً ولا يصد طالباً حين ينادي المنادي أن: حي على العلم، حي على الفلاح.
وإذا تنكبت الجامعة عن القصد أو حادث عن الجادة فمن عسى أن يكون الحكم سوى الأساتذة الإجلاء؟ وإذا أغلقت الجماعة رسالتها الجامعية ونسيت روحها العلمية فمن عسى أن يكون الناصح سوى الأساتذة الإجلاء؟ وإذا ضاقت الجامعة بمبادئها السامية أو تنكرت لهدفها العالي فمن عسى أن يكون الهادي سوى الأساتذة الأجلاء؟
إن القضاة الذين ينشرون روح العدل على الأرض هم أبناء الجامعة البررة، وإن أعضاء مجلس الدولة الذين يردون إلى كل ذي حق حقه ويدفعون عن كل مظلوم التعسف هم أبناء الجامعة البررة، ولكننا نخشى أن تكون روح أمثال دنلوب ما تزال تعيش بيننا فتتغلغل في ستر إلى أعماق النفوس فتنفث فيها روح الظلم والعنت، أشياء نحاول أن نمحوها من نفوس عاشت في ظلام الاستبداد فاستنامت إليه زماناً.
ولكن، أيتها الجامعة، كوني كدأبك أبداً فأضيئي النور في غمرت الظلام، وابعثي الحرية في ظلمت الاستعباد، واخلقي العقول الحرة الجريئة لتبلغي الهدف السامي الذي من اجله نافحت عنه منذ سنوات وسنوات. وكوني كدأبك أبداً أخت الجامع.