المستشرقين إلى أن كلمة (شعر) عبرانية الأصل محولة عن كلمة (شير) التي هي في العبرانية بمعنى ترتيلة وتسبيحه وفي كتاب (فجر الإسلام)(جزء ١ عدد ٦٩) للعلامة أحمد أمين ما يشعر بترجيح بعضهم لعبرانية شعر.
وأمثلة التنازع بين العربية وغيرها كثيرة كما قلنا. وإن كثرتها وضيق الوقت يحولان دون الإفاضة فيها:
فكلمات موسيقى وقهوة وقازوزة وقرش وفرن وفانوس وبارود وبندقية وقبعة وسراب وميزاب وعسكر - كلها عربيات. واللغات الأخرى تنازعنا في عروبتها فلنرجئ الكلام عليها وتحرير النزاع فيها إلى إحدى جلسات المجمع العادية.
على أننا مهما تسامحنا في عروبة تلك الكلمات لا يحسن بنا أيها السادة أن نتسامح في (القنال) لظهور أدلتنا على عروبته فلنتمسك بحقنا فيه مهما كلفنا الأمر.
هذه هي كلمتنا أيها السادة. وخير ما فيها مقدمتها وما تضمنته من ذكرى أولئك الأشبال الأحرار الذين وفوا لربهم نذرهم، وقضوا في سبيل وطنهم نحبهم، سوى واحد منهم قد مدَّ الله في عمره، ليرى حسنة عاقبة صبرهم وصبره.
وما أحقهم برثاء الشاعر الذي فجع بإخوان له مثلهم إذ قال
هبت قبيل تبلج الفجر ... هند تقول ودمعها يجري
أقذى بعينك لا يفارقها ... أم عار أم مالها تذري؟
أم ذكر إخوان فجعت بهم ... سلكوا طريقهمو على خبر
فأجبتها بل ذكر مصرعهم ... لا غيره عبراتها يمري
يا رب أسلكني طريقهمو ... ذا العرش واشدد بالتقوى أزري