قد تقول أن هذا شيء تعرفه. وأنه لم يأتك بجديد. ولكن تولستوي لم يحاول أن يبهرك بآراء غريبة تضعها بين آلاف الآراء، ولم يحاول أن يتحفك بطريف الأفكار. بل أراد أن يرشدك إلى منهاج السعادة في الحياة وهو منهاج عملي جربه بنفسه فنجح فيه نجاحاً باهراً.
أحب جارك. أحب لكل إنسان ما تحبه لنفسك؛ اعمل لغيرك، ففي كل هذا سعادتك.
لا تقل أن غيرك لا يعمل لهذا، فليس معنى تقصيره أن تقصر أنت، ولا تسأل لماذا تكون أنت الوحيد الذي يختط لنفسه هذا الطريق.
بل اعتقد أن الناس لا بد صائرون إليه، وأن لا مرية في أنهم منتهون إلى اتباعه. فلماذا لا توفر على نفسك شقاء؟ ولماذا تضن على نفسك بالطمأنينة والسعادة؟
ذلك جانب من فلسفة تولستوي. وهناك جانب آخر عالج الرجل فيه المجتمع ومساوئه، وموعدنا به عدد قادم.