وفي ٧ يناير سنة ١٩٢٨ وضع المغفور له الملك فؤاد الحجر الأساسي لمباني الجامعة الحالية. ولعل من محاسن الصدف أن يكون الرئيس الأعلى لجامعة فؤاد الآن هو أول طالب حصل منها على شهادة الدكتوراه.
ونحن إذ نحتفل في ظل الفاروق حفظه الله بالعيد الفضي لجامعة فؤاد إنما نحتفل بانتصار إرادة الأمة على إرادة الطغاة المحتلين.
لقد أراد المحتلون أن يحرمونا من التعليم العالي بل ومن التعليم الثانوي وأن يقنعونا بالاكتفاء بالكتاتيب؛ فنجد غورست مثلاً يقول في تقريره عن سنة ١٩٠٨ ما نصه (وما دامت المدارس نقطة الدائرة التي تدور حولها مساعي المضللين السياسيين فلا مناص من إبطاء تعليم الشبان المصريين.). ولكن الأمة أرادت عكس ما أراده لها المستعمرون فكان لها ذلك ونصرها الله نصراً عزيزاً مؤزراً.