وفي ٣٠ مارس سنة ١٩١٤ وضع الخديوي عباس الحجر الأساسي لمباني الجامعة. وفي سرادق الاحتفال غنى المطرب زكي عكاشة قصيدة شوقي التي مطلعها
يا بارك الله في عباس من ملك ... وبارك الله فيكم آل عباس
ولكن قيام الحرب العظمى الأولى قضى على فكرة بناء أمكنة للدراسة وتعرضت الجامعة للإفلاس واضطرت إلى استدعاء بعثاتها من أوربا بعد أن إنعدمت التبرعات.
وفي سنة ١٩١٤ منحت الجامعة أول دكتوراه علمية للطالب طه حسين (بك) بعد أن جرت فيها أول مناقشة علمية علنية برياسة الشيخ الخضري وقد حضرها جمهور كبير من الطلبة والأساتذة.
وفي عام ١٩١٥ فكرت الحكومة في إنشاء جامعة. وفي ٢٧ فبراير سنة ١٩١٧ وافق مجلس الوزراء بصفة مبدئية على ما اقترحه وزير المعارف من إنشاء جامعة. وناط بوزارة المعارف إعداد مشروع لهذا الاقتراح فشكلت لجنة لهذا الغرض بقرار وزاري صدر في ٢٠ مارس سنة ١٩١٧ وقامت بالعمل في الحال وقدمت في ١٧ نوفمبر من تلك السنة تقريرها التمهيدي الأول متناولاً الاقتراحات التي ترى العمل بها في وضع النظام الذي تقوم عليه الجامعة وبيان ما لرجالها والهيئات المكونة لها من الحقوق وما عليهم من الواجبات. ثم وقفت اجتماعات اللجنة مدة تزيد على سنتين من ٢٢ يناير سنة ١٩١٨ إلى ٢٤ مارس سنة ١٩٢٠ وفي ٤ يناير سنة ١٩٢١ رفعت اللجنة تقريرها إلى وزير المعارف.
وقد كانت أغلبية أعضاء هذه اللجنة من الأجانب، لذلك قررت أن تكون لغة الدراسة بالجامعة هي اللغة الإنجليزية أو الفرنسية.
أما الأعضاء المصريون وكانوا ثلاثة فقد احتفظوا برأيهم وسجلوه في التقرير وهو تدريس المواد باللغة العربية. وقد بقي هذا المشروع في طي النسيان حتى شهر مارس من سنة ١٩٢٥ إذ صدر مرسوم ملكي بإنشاء (الجامعة المصرية) وقد جرت مفاوضات بين الحكومة والقائمين على الجامعة القديمة. وانتهت هذه المفاوضات بضم الجامعة القديمة إلى الحكومة. ولم تكن الجامعة الذي صدر بها هذا المرسوم تشمل سوى أربع كليات وهي: