ذلك الوقت ٣٢٠٠ جـ م. هذا غير ما كانت تنفقه على الطلبة الذين أرسلتهم إلى أوربا للدراسة في الجامعات.
وسعت الجامعة لدى الحكومتين الفرنسية والإيطالية لتقبلا في مدارسها أطفالاً من سن ثماني إلى عشر تنتخبهم الجامعة ليربوا ويتعلموا بمدينتي باريس وروما حتى يتموا الدراسة الثانوية وذلك على نفقة الحكومتين المذكورتين. وقد قبلت كل من الحكومتين ذلك فأرسلت الجامعة أربعة أطفال إلى فرنسا ومثلهم إلى إيطاليا.
وفي هذا العام أعني عام ١٩١٠ منحت الجامعة أول دكتوراه فخرية للسيد روزفلت الرئيس السابق لجمهورية الولايات المتحدة.
وفي سنة ١٩١١ احتفلت بعض جامعات أوربا بمرور مائة عام على تأسيسها. فدعت الأمير (الملك) أحمد فؤاد لحضور تلك الاحتفالات بصفته رئيساً لأحدث جامعة. وكان رحمه الله كما ذكرنا يبذل جهداً جباراً في النهوض بالجامعة. وقد ذكر في تقريره عن سنة ١٩١١ ما نصه (- ولو كنا ممن يميلون إلى الاستعارات والتشبيهات لقلت إن من السهل تشييد الجامعة بتشييد تلك الأبنية الشاهقة والمعابد الشامخة التي يتبادر إلى الذهن أنها لا تتم أبداً لما تستدعيه من المعدات الهائلة المختلفة الأنواع، غير أني أوثر العمل على زخارف الكلام العديم الفائدة وعلى تسليم أن عملي مؤسس على خيال فإني آمل أن يصبح بناؤنا يوماً بعد تمامه مركزاً لإعادة مجد العلوم والفنون في هذه البلاد، وأن تكون خيالات اليوم حقائق الغد.). فالأمير (الملك) أحمد فؤاد كان عليماً بالصعوبات الجمة الهائلة التي كانت تكتنف هذا المشروع وتحول دون قيامه. ولكنه لم ييئس بل آثر العمل في هدوء وسكينة متذرعا بالصبر، متحلياً بالعزيمة الصادقة، مؤملاً كما ذكر (أن تكون خيالات اليوم حقائق الغد) وقد تحقق ظنه وقدر له أن يرى في مصر جامعة عظيمة مستكملة العدة قائمة على مكان في أجمل بقاع مدينة القاهرة وفي أبنية رائعة فخمة. وهذا هو الحلم الذي يراود القائمين بأمر الجامعة حينما افتتحوها في منزل صغير قديم وحينما كانت الجامعة مجرد قاعة لإلقاء محاضرات في بعض المواد.
وفي سنة ١٩١٤ تبرعت الأميرة فاطمة إسماعيل للجامعة بتسعة عشر فداناً من أجود أراضيها في الجيزة كما تبرعت بجواهر تبلغ قيمتها ٢٦ ألف جنيه؛ ففكرت الجامعة في