للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المصرية خصوصاً. إذ أننا لم نقدم على هذا العمل الجسيم ولم نسهر الليالي بسببه إلا لترقية هذه الشبيبة).

ورد الخديوي عباس مبدياً سروره واغتباطه لتحقيق هذا المشروع الوطني الجليل وختم كلمته بقوله (فباسم الفتاح العليم أعلن افتتاح الجامعة المصرية وأسأله تعالى أن يجعلها منهلاً عذباً لطلاب العلم والعرفان على اختلاف الأجناس والأديان.).

وكان الطلبة على نوعين: منتسبون ومستمعون، فالطالب المنتسب هو الذي يواظب على حضور جميع المواد التي كانت مقررة، وهذا الطالب يدفع رسم قيد قدره ٢٤٠ قرشاً يضاف إليها رسوم مكتبة قدرها عشرون قرشاً.

وكانت المحاضرات تلقى بعد الظهر من الساعة الرابعة والنصف إلى الساعة السابعة والنصف. أما مكان الجامعة فكان بأحد القصور الواقعة في أول شارع قصر العيني من جهة ميدان الخديوي إسماعيل (محل الجامعة الأمريكية الآن).

وقد بلغ عدد طلبة الجامعة بين مستمعين ومنتسبين في العام الأول من افتتاحها ٧٥٤ طالباً.

وفي سنة ١٩٠٩ أنشأت الجامعة قسماً للسيدات وكانت المحاضرات تلقى فيه صباح يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع. وقد ذكرت الجامعة في إعلانها عن هذا القسم أن المحاضرات تلقى فيه في غير أوقات المحاضرات الخاصة بالطلبة ثم جاء في هذا الإعلان ما نصه:

(وزيادة على ذلك فإن الجامعة أناطت بسيدتين أوربيتين مقابلة السيدات اللاتي يرغبن في حضور هذه المحاضرات الخاصة بالسيدات بحيث لا يصادفهن أحد من موظفي الجامعة ولا من الأجانب عند دخولهن وخروجهن.). هكذا أرادت الجامعة أن تطمئن السيدات على أنفسهن. وكانت السيدة تدفع خمسة قروش في سماع محاضرة واحدة. وقد بلغ عدد المستمعات ثمانية وخمسين سيدة بين مصرية وأجنبية.

وكانت الدراسة في الجامعة عبارة عن محاضرات تلقى في موضوعات شتى في الأدب وتاريخه والتاريخ الإسلامي وعلم الفلك عند العرب وآداب اللغتين الإنجليزية والفرنسية. وفي سنة ١٩١٠ أنشأت الجامعة قسماً خاصاً للآداب والفلسفة.

وبدأت بإنشاء فرع للعلوم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وقد بلغت نفقاتها السنوية في

<<  <  ج:
ص:  >  >>