للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

العواطف فمن ذلك قوله من قصيدة:

ذر الكتاتيب متشبها بلا عدد ... ذر الرماد بعين الحاذق الأرب

فأنشئوا ألف كتاب وقد علموا ... أن المصابيح لا تغني عن الشهب

هبوا الأجير أو الحراث قد بلغا ... حد القراءة في صحف وفي كتب

من المداوي إذا ما علة عرضت ... من المدافع عن عرض وعن نشب

ومن يروض مياه النيل إن جمحت ... وأنذرت مصر بالويلات والحرب

ومن يوكل بالقسطاس بينكم ... حتى يرى الحق ذا حول وذا غلب

ومن يطل على الأفلاك يرصدها ... بين المناطق عن بعد وعن كثب

يبيت ينبئنا عما تنم به ... سرائر الغيب عن شفافة الحجب

ومن ينر أديم الأرض ما ركزت ... فيها الطبيعة من بدع ومن عجب

يظل يرشد من ذراتها نبأ ... ضنت به الأرض في ماض من الحقب

ومن يميط ستار الجهل إن طمست ... معالم القصد بين الشك والريب

فما لكم أيها الأقوام جامعة ... إلا بجامعة موصولة النسب

هكذا وقف حافظ مبيناً أهمية التعليم الجامعي وضرورته لمصر والمصريين، داعياً إلى تحقيق هذا المشروع الذي فيه حياة مصر قال:

ولا حياة لكم إلا بجامعة ... تكون أما لطلاب العلا وأبا

وفي سنة ١٩٠٨ أوعز الخديوي عباس إلى الأمير أحمد فؤاد (المغفور له الملك فؤاد) أن يرأس لجنة الجامعة فقبل ذلك ووقف جهده ووقته في العمل على إخراج تلك الفكرة السامية إلى حيز الوجود كما أوعز الخديوي إلى وزارة الأوقاف فقررت للجامعة إعانة سنوية قدرها خمسة آلاف جنيه.

وفي ديسمبر من تلك السنة افتتح الخديوي عباس الجامعة المصرية في حفلة أقيمت بمجلس شورى القوانين. وقد خرج تلاميذ المدارس الابتدائية والثانوية والفنية حاملين أعلامهم وساروا حتى وصلوا إلى مكان الاحتفال ووقفوا في انتظار قدوم الخديوي.

وقد ألقى الأمير (الملك) أحمد فؤاد خطاباً جاء فيه:

(. . . وإنني أبتهل إليه تعالى أن يجعل هذه الجامعة نافعة لطلاب العلم عموماً ولشبيبتنا

<<  <  ج:
ص:  >  >>