للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأتحدث عن موضوع تلك الكلمة ولأقول له: لقد كان يجب أن أضع اسمك بدلا عن اسم أبي ماضي على رأس شعراء الشباب، ولكن (صداقتي) لك قد ضغطت على قلمي حتى أرغمته على ألا يذكرك مع شديد إعجابه بك وعميق تقديره لك، ذلك لأن الناس قد دأبوا على اتهام الصداقة في مواقف النقد البريء والأحكام العادلة. . ومع ذلك فأعتقد أنني قد اخترت اسماً آخر لا يجادلني في اختياره إلا كل بعيد عن تذوق الشعر وكل منكر لمكانة الشعراء! وأجاب الشاعر الخالد رحمه الله في صوت مخلص ونبرات صادقة: إنني أقدر أبا ماضي وأقدر شعره، ولا أستطيع أبداً أن أعترض عليك حين تضعه في مكانه ثم لا تنس أن اختيارك لي كان كفيلاً بأن يعرضك لنوع آخر من الاتهام أعرف أنك تحاربه وتضيق به، وهو العصبية الإقليمية وذلك حين تضع على رأس شعراء الشيوخ والشباب شاعرين مصريين!!

من هذه القصة يتبين للأديب صاحب الرسالة أن رأيي في شعر الشاعرين لم يتغير بين الأمس واليوم، فهما عندي من طبقة واحدة هي الطبقة الأولى بين الشعراء، ويأتي من بعدهما إلياس أبو شبكة وعمر أبو ريشة. . وعلى هذا الأساس يمكن أن يرجع مرة أخرى إلى ردي على الأستاذ مجذوب ليخرج من ذلك الرد مقترناً بهذا التوضيح، بأن شعراء الشام لا يفضلون شعراء مصر حين يكون هناك مجال للمقارنة والتفضيل!

عاصفة على نقد:

في الأسبوع الماضي وعلى صفحات الرسالة، هبت على الناقد المسرحي الأستاذ أنور فتح الله عاصفة هوجاء. . ولست أريد بهذه الكلمة أن أدافع عن نقد الأستاذ فتح الله لأنه من أصحاب الأقلام القادرة على الدفاع، ولكن الذي أريد أن أقوله هو أنني كنت أوثر للناقدين الفاضلين اللذين تعرضا له أن يبتعدا عن مواطن الاتهام، اتهام القراء لهما بأن حماسهما في نفي المآخذ الفنية عن مسرحية الأستاذ تيمور، قد زادت كثيراً عن الحد المألوف!

لقد كان يجدر بكل منهما أن يسمو بقلمه فوق مستوى الاتهام الموجه إليه، بدلا من توجيه مثل هذا الاتهام إلى الأستاذ فتح الله وهو الرجل الذي لا تربطه بالأستاذ تيمور علاقة من العلاقات. . لقد حاول الأستاذ الفاضل أن يكتب نقداً نزيهاً لا أثر فيه للمصانعة، فكان جزاؤه أن رمي بالتحامل، لأنه لا يجامل!

<<  <  ج:
ص:  >  >>