للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ماضي، أو بينه وبين شعر أبي شبكة، أو بينه وبين شعر أبي ريشة)!

إن القارئ يفهم من هذه العبارة أنك تفضل علي محمود طه على غيره ممن ذكرت، ومع إعجابي بالشاعر الخالد وبخاصة بعد أن قرأت لك تلك الفصول القيمة التي كتبتها عن فنه وعطرت بها صفحات الرسالة؛ مع هذا فقد تذكرت أنك وضعت أبا ماضي في مكان عال من شعراء (الأدب النفسي)، حيث قلت في العدد (٨٤٧) من الرسالة وكنت تقارن بين الشعر القديم والحديث: (وإذا قلنا الشعر العربي الحديث فإنما نعني ذلك الشعر الذي بدأت مرحلته الأولى بتلك المدرسة من بعض الشعراء الشيوخ وعلى رأسهم (شوقي) وبدأت مرحلته الثانية بتلك المدرسة الأخرى من بعض شعراء الشباب وعلى رأسهم (إيليا أبو ماضي)!

إنني يا سيدي الأستاذ أقارن بين ما كتبته اليوم وبين ما كتبته بالأمس، فأجد فارقاً كبيراً بين الكلمتين. فبالأمس كنت تضع أبا ماضي على رأس شعر الشباب ومنهم علي محمود طه، واليوم تقول إن علي محمود طه أشعر من هؤلاء ومنهم أبو ماضي، فهل غيرت رأيك في شعر الشاعرين فأنصفت اليوم علي طه كما أنصفت شوقي من قبل؟ ذلك ما أرجو معرفته. والسلام عليك ممن ينتظر كتبك الثلاثة وما يليها.

(محلة المرحوم)

السيد حنفي الشريف

أما أنني غيرت رأيي في شعر الشاعرين فأود أن أقول للأديب الفاضل إن شيئاً من هذا لم يحدث. . وأما أنني قد كتبت عن أبي ماضي بالأمس واضعاً إياه على رأس شعراء الشباب فأود أن أقول للأديب الفاضل مرة أخرى إن هذا قد حدث، وأزيد عليه أنني كنت أتوقع أن يذكرني قارئ فطن بهذا الذي كتبت، بعد أن رددت على الأستاذ مجذوب بما قد يوهم الكثيرين بأنه مناقض لما سبق أن قلت. . لقد كنت أتوقع من فطنة القراء مثل هذا التذكير لأروي هذه القصة، إنصافاً للحقيقة وإنصافاً للتأريخ: كان شاعرنا الخالد علي محمود طه يوم أن كتبت تلك الكلمة مقارناً بين الشعر القديم والشعر الحديث، كان رحمه الله صديقاً لي وكان على قيد الحياة. . وأمسكت بالتليفون لأتحدث إليه وهو وكيل لدار الكتب المصرية،

<<  <  ج:
ص:  >  >>