قال العم (فيلكس) لفابين ما معناه: لماذا لا تكونين سعيدة وأنت في سن العشرين، فأجابته: إن هذه السن تبدو مطلباً جميلاً عندما نجاوزها، أما ونحن نبلغها فإننا نحتاج معها إلى شيء آخر فكيف تشعر بذلك الشعور وهي لم تجاوز تلك السن؟
كانت المناظر غير موافقة، بل كان بعضها مزرياً. ففي المنظر الأول حديقة منزل أو المفروض أنها كذلك. . ولكن المتأمل في الستارة التي رسم عليها المنظر يرى في آخر الحديقة مباني بعيدة غير المنزل الذي يفترض أن الحديقة حديقته. والمنزل نفسه ليس إلا حجرة صغيرة كالتي تعد في جانب وحدها للاستقبال في معزل عن الجدار والمناظر المزرية تتمثل في الستائر القذرة المزيتة. . التي أقيمت جدراناً ل (صالونات باريس) الفخمة الأنيقة.
ويبدو جهد المخرج الذي يستحق الثناء في حركات الممثلين وتنسيق المواقف. وقد أجادت زوزو حمدي الحكيم في دور (فابين)(وكان تمثيلها عاملاً مهماً، بل أكبر عامل في أداء الأغراض المقصودة من المسرحية. وكان منسي فهمي (العم فيلكس) موفقاً في تمثيل الرجل العجوز المتسامح الذي عرك الحياة وصقلته التجارب، وقد أمعن في (الطبيعية) إلى حد أنه نسي الجمهور فكان أحياناً يلقى كأن لا أحد يسمعه، أما كان يمكن أن يجمع بين الأمرين: الفناء في الدور والشعور بالجمهور كما فعلت رفيعة الشال في دور الجدة العجوز؟ ولم يكن كل من كمال حسين (ريمون) وروحية خالد (إليس) مالئاً دوره. أما زينب صدقي فيخيل إلي أنها كانت تمثل من غير مزاج. . فهي تؤدي الواجب والسلام. .