والآداب والحقوق والواجبات. ولكن يمكن القول أنه ترك تراثاً ضخماً في كتبه وتآليفه تجعله من الخالدين وهو يعد بحق إمام أهل البيان في الأسلوب العلمي والأسلوب الاجتماعي ومزاج من علوم شتى (. . . أنضجها البحث وصقلها التفكير وأضفتها تجاربه وشكوكه القاسية التي عاناها في نشأته. . .).
وأخيراً تعرض لمقام الغزالي عند الغربيين فنقول: كان للغزالي قيمة ومقام عند الغربيين وقد أحلوه المكان اللائق ودرسوا مؤلفاته ورسائله وكتبه وكتبوا عنه مؤلفات الطوال. ومنهم من يتعصب له يرى فيه أحداً من أربعة. يقول الدكتور (زويمر): (كل باحث في تاريخ الإسلام يلتقي بأربعة من أولئك الفطاحل العظام وهم: محمد نبي المسلمين والبخاري الأشعري والغزالي. .) ويرى (دي بور) أن الغزالي أعجب شخصية في تاريخ الإسلام. وكتب (كارادي فو) عن الغزالي وقد أنصفه بعض الإنصاف. وهناك رسائل كثيرة كتبت عن الغزالي بالإنكليزية والفرنسية والألمانية، وهي تدل على أنه شغل الباحثين والمستشرقين أمثال الدكتور مولتر، وماكدونالد، وستيفيلد وشمولدز ودي بور والأب بويج وماسينيون وجولدزيهر وغيرهم، فكان محل اهتمامهم وعنايتهم، كما تدلل على فضله وأثره الكبيرين في العلوم وخاصة في العلوم الإلهية والصوفية والأخلاق.