بتاريخ أول يناير ١٩٠٨ومطلعها.
أفي الحق ما أسمعتنا أم توهما ... تبين فقد بدلت أدمعنا دما
والحب بين الشاعر وبين آل عبد الرازق قديم. وقد توثقت أواصر المودة والإخاء بينه وبينهم على ممر الأيام. ولما وقف منذ أعوام يرثي المغفور له مصطفى باشا عبد الرازق كان رثاؤه مؤثرا إلى حد بعيد.
وفي عام ١٩٠٩ رأينا الشاعر قد مال إلى جانب الحزب الوطني وأخذ ينشر في صحيفة مصر الفتاة قصائد حماسية تارة تحب عنوان (حديث مع النيل) وتارة تحت عنوان (في القاهرة) وفي بعض هذه القصائد يظهر في مظهر رجل الدين الذي ملئ قلبه يقينا وإيماناً فتراه يعظ ويرشد، ويذكر ويحذر، ويبصر وينذر، ويدعو الناس إلى التمسك بأهداب الدين وأحكام الشريعة الغراء، انظر إليه حين يقول من قصيدة نشرت في صحيفة مصر الفتاة بتاريخ ٢٦أغسطس١٩٠٩.
أنفذوا حكمة على كل جان ... لا ينلكم من دون هذا فتور
أرجو واجلدوا كما أمر الل ... هـ يجانبكمو الخنا والفجور
إن من يهدر الفضيلة يهدر ... ليس كفأ لذنبه التعزير
طرب النيل ثم قال لعمر الل - هـ قد كان يزدهيني السرور
أمحب للدين من أهل مصر ... أنت والله للنجاة بشير
نسيت مصر دينها فعداها ... كل خير وجللتها الشرور
أهملت فيكم الفضيلة من أه ... مل فيكم كتابها المسطور
لن ترى بين أهل مصر وفيا ... يقتضيه الوفاء إلا البدور
عهدنا بالوفاء أيام كان الد ... ين غضا تلين منه الصدور
وكان يكتب مقالات تدور حول هذه. المعاني. ومن أمثلة ذلك ما نشره في صحيفة مصر الفتاة تحت عنوان (ويحي من غد بمناسبة حلول شهر رمضان. ومما جاء في هذا المقال قوله: (. . . فستطلع علينا شمس الغد لا محالة ونحن بين رجلين، مذعن لأمر ربه، وخارج عليه. فأما الذين أمنوا وعملوا الصالحات فقلوبهم خاشعة لربهم، وأفواههم ملجمة إلا عن ذكره، ناطقة إلا بلغو الحديث. وما الجاهلون لأمر ربهم فمغررون يتبعون أئمة من