الشجاعة والإقدام والدعوة إلى التضحية بالمال والروح في سبيل الوطن والذود عن حياضه.
ولما عاد الخديوي عباس من الحجاز نظم الشاعر قصيدة نشرت في الجريدة بتاريخ ٢٦ يناير سنة ١٩١٠ تحت عنوان (رجاء الدستور بعد الحج المبرور) ومما جاء فيها قوله:
أنت والدستور في الح ... ب لديها أخوان
ونرى حجك باليم ... ن لها نعم البشير
كن لوادي النيل حصنا ... من عوادي الحدثان
وامنح الدستور مصراً ... أنت إن شئت قدير
هل سمعت الصوت يدعو ... ك من القبر الكريم
إنما أنت على النا ... س وصي وأمين
لا تذدهم عن صراط ال ... حق والنهج القويم
أرض بالدستور مصراً ... ترض رب العالمين
وقد حاول الشاعر أن يخاطب الخديوي عن طريق العاطفة الدينية، فذكر القبر النبوي الكريم وأن النبي دعا الخديوي أئلا له إنما أنت وصي وأمين على الناس فاجعلهم يسلكون الصراط المستقيم ولا يكون هذا بغير الحكم الدستوري. فإن أنت منحت شعبك الدستور فقد رضى الله عنك، وإن حلت بينهم وبين ما يشتهون فقد عرضت نفسك لغضب الله ولا ينفعك حج ولا صلاة.
ننتقل بعد ذلك إلى الشعر الوجداني الذي نظمه الشاعر وصور فيه خلجات نفسه وما يتردد بين جوانحه من مشاعر مختلفة وأحاسيس متباينة كالرضى والسخط، والحزن والفرح، والتفائل والتشائم، والحب والبغض. فمن ذلك قصيدة نشرت في مصر الفتاة في ١٥ يناير سنة ١٩١٠ تحت عنوان (يوم القرآن) وقد قدم لها بقوله: (دعيت إلى حفل أقامه صديقي الأديب الأستاذ الشيخ أحمد حسن الزيات مساء الخميس الماضي لعقد قرائه. فلما أجبت الدعوة راقني ما كان في الحفل من جمال ولا سيما ذلك النوع من الغناء القديم الذي طالما اشتقت إلى سماعة)