للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مسرحية ابن جلا

لما نشرت الرسالة الغراء نقد مسرحية (ابن جلا) للأستاذ أنو فتح الله، رأيت في نقده تحاملاً ظاهراً على المؤلف لا يستند إلى حقيقة ولا يرمي إلى غاية بريئة وهو نفس الأمر الذي لا حظه أستاذنا الزيات فعلق عليه بقوله (إن الناقد قد نظر إلى المسرحية بعين السخط فرأي المساوئ).

والأستاذ الناقد من خريجي قسم النقد بمعهد التمثيل الذي أقوم بالتدريس فيه، وهو من نفس الوقت ناقد ناشئ مجتهد، ومن هنا وجدت تشجيعاً له وتكريماً أن أعقب على نقده وليس بيني وبينه سوى هذا، فلم يكن هناك داع أن يجأر الناقد في مقاله بأني تعديت الناحية الموضوعية للنقد إلى التعريض بشخص الناقد الذي لم أذكره بخير أو بشر إلا في حدود ما خطه قلمه، فإذا أضفنا إلى ذلك أن معرفتي بصاحب المسرحية أستاذنا تيمور بك هي عن طريق مؤلفاته إذ أني لم أتشرف بمعرفته أو لقائه حتى اليوم لظهر أن تعقيبي على مقال الناقد كان بريئاً خالصاً لوجه الفن والحقيقة وأنه لم يكن مستساغاً هذا الغمز.

ويأتي اليوم ناقداً البصير ويردد ما قاله في نقده الأول ويهرب من مآخذي بتصوير دوافع شخصية خيالية تحويلها، وهذا أمر لا يليق بناقد في مستهل حياته أفسحت له مجلة كبيرة صدرها. وإني لأنصح له مخلصاً أن يلتزم جانب الحق وأن يرجع إليه دائماً وليس بضاره هذا بل أنه لأكرم وأجدى. أما إذا كان يرى أن في تسفيه أعمال كبار الكتاب سبيلا إلى التقدم نحو الصفوف الأولى فهو لا شك يخطئ خطأ جسيما في حق نفسه وفي حق قرائه. وأخيراً فإني أعتبر عجزه الواضح في تعقيبه إقراراً منه بأنه قد أساء فهم المسرحية التي نقدها واكتفى بهذا إذ ليس من شيمتي أن أجادل في غير طائل.

إسماعيل رسلان

<<  <  ج:
ص:  >  >>