الإكبار كموقف الفكر العربي اليوم تجاه أفلاطون وأرسطو
وسقراط اليونانيين. من أولى من (الرسالة) في أن تخصص
الصفحات المشرقة من أعدادها الغراء للاحتفال بذكرى المعلم
الثاني و (الرسالة) هي التي علمت شباب العرب والإسلام
اليوم كيف يقدسون تراث السلف الصالح. . . فلتحتفل هي
بالفارابي أسوة بجامعتي النمسا واستنبول.
فقد نشرت جريدة (العزة) البغدادية بتاريخ ١٨ كانون الأول سنة ١٩٥٠ أن وزارة المعارف العراقية تلقت أمس دعوة من جامعة استنبول لاشتراك الحكومة العراقية في الاحتفال بذكرى الفارابي التي ستقوم بها الجامعة المذكورة يوم ٢٩ من الشهر الحالي بمناسبة مرور ألف عام على وفاته؛ فما هو صدى ذلك في جامعتي فؤاد وفاروق المصريتين؟ وما هو موقف الجامعة السورية؟ أما العراق فإنه مع الأسف بالرغم من كثرة ادعاءات حكومته لا توجد فيه جامعة ذات طابع عراقي خاص.
يحدثنا مؤلف (تاريخ فلاسفة الإسلام) أن حكماء العرب انشقوا في أواخر الفرن الثالث الهجري إلى فريقين: الأولى فرقة المتكلمين، وكان للكندي الفضل الأكبر في تمهيد سبيلها واختصت بالإلهيات وما وراء الطبيعة وكان ظهورها في مرو (خراسان من بلاد إيران) وكانت قبل ذلك الانفصال تتبع فيثاغورس ثم تنحت عنه وعن أتباعه وتعلقت بأرسطو بعد أن لبست تعاليمه ثوب مبادئ الأفلاطونية الحديثة (نيوبلاتونيزم) وكانت هذه الفرقة تبحث الأشياء في مبادئها وتتحرى المعنى والفكرة والروح ولا تصف الله بالحكمة في الخلق أو بالعلة الأولى ولكن بأنه واجب الوجود. وكانت تقدر الأشياء بوجودها فتسمى في إثبات ذلك أولاً وكان الفارابي رئيس هذه الفرقة وزعيمها والمقدم فيها وإليه المرجع وعليه الاعتماد (راجع تاريخ العرب لنيولسن). أما الفرقة الثانية فهي فلاسفة الطبيعة وكان ظهورها بحران والبصرة وقصرت بحثها على ظواهر الطبيعة المادية المحسوسة مثل تخطيط