أم هبت الريح من تلقاء كاظمة ... وأومض البرق الظلماء من إضم
فما لعينيك إن قلت اكففاهمتا ... وما لقلبك إن قلت استفق بهم!
وقصيدة أمير الشعراء شوقي (نهج البردة) وقد بدأها بالغزل:
ريم على القاع بين البانو العلم ... أحل سفك دمى في الأشهر الحرم
رمى الفضاء بعيني جؤذر أسدا ... يا ساكن القاع أدرك ساكن الأجم
لما رنا حدثني النفس قائلة ... يا ويح جنبك بالسهم المصيب رمي!
ويدخل في هذا السبيل قصائد أخرى قصيرة نقتطف من أزاهير روضها بعض أبيات تدل على ما لها من آثار بليغة في طريق الفوم، فطالما يستعملونها إنشاداً في حلقات الذكر، إذ أنها تؤثر في القلوب تأثيراً قوياً يجعل الروح تحن إلى عالمها السماوي وتقتفي آثار من مضى من الأولياء والصالحين!
ومن القصائد:
نسيم الوصل هب على الندامى ... فأسكرهم وما شربوا مداما
ومالت منهم الأعناق شوقاً ... لأن قلوبهم ملئت غراما
ولما شاهدوا الساقي تجلى ... وأيقظ في الدجى من كان ناما
وقصيدة الرفاعي رضى الله عنه:
إذا جن ليلى هام قلبي بذكركم ... أنوح كما ناح الحمام المطوق
وفوقي سحاب يمطر الهم والأسى ... وتحتي بحار بالأسى تتدفق
وقول القائل:
سلبت ليلى ... مني العقلا
قلت يا ليلى ... ارحمي القتلا
ولا يفوتنا بأن الغزل الرقيق سمعه الرسول عليه السلام من الشاعر كعب بن زهير بعد أن بهذا الغزل اللطيف:
بانت سعاد فقلبي اليوم ... متيم إثرها لم يفد مكبول
وما سعاد غدا البين إذ رحلوا ... إلا أغن غضيض الطرف مكحول
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة ... لا يشتكي قصر منها ولا طول