هذه الأقطار بالقنا والصوارم والدماه فخلع قتيبة سليمان وأراد أن يملأها عليه خيلا ورجالا؛ ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه فقد حدثت فتنة عمياء صماء ذهب قتيبة وأهل بيته ضحيتها. قال رجل من عجم خراسان: يا معشر العرب قتلتم قتيبة؛ والله لو كان قتيبة منا فمات فينا جعلناه في تابوت فكنا نستفتح به إذا غزونا. والله ما صنع أحد قط بخرا سان ما صنع قتيبة. وقال آخر: يا معشر العرب قتلتم ويزيد بن المهلب وهما سيد العرب. فقال له أحدهم أيهما كان أعظم عندهم وأهيب؟ قال: - لو كان قتيبة بالغرب بأقصى حجر بالأرض مكبلاً بالحديد ويزيد معنا في بلادنا وال علينا لكان قتيبة أهيب في صدورنا وأعظم من يزيد.
رحم الله بن مسلم الباهلي وإلى خراسان، وقاهر الشرك في إيران والأفغان والتركستان، ومرغم ملوك الصين على التسليم والإذعان، وجزاه عن العروبة والعرب والإسلام والمسلمين خير الجزاء وجعل الجنة مأواه.