الطهطاوي) فنال عنه الجائر الأولى في المسابقة الأدبية التي أقامها لعام ١٩٥٠.
ولكن إلى حد نجح أستاذنا في محاولة؟. . . إنه عرض علينا صورا طيبة، لدراسة عالية أساليب (القرآن) تحمل العمق والجدة، والإحاطة والشمول، والإلمام الواسع باللغة في شتى مناهجها، أما النتائج التي قصدنا إليها فلم نبلغ منها إلا القليل، ذلك أن قاعدة واحدة من قواعد النقد الأدبي أو النحو أو البلاغة، أو حتى الصرف، تستطيع أن تطبقها على القرآن أو تستخرجها منه، دون أن تصطدم بما ينقصها في مكان آخر. لأن القرآن لا يلتزم في نهجه طريقاً واحداً، حين يغزو المشاعر والأحاسيس، مادحاً أو قادحاً، مهاجماً أو دافعاً، مرغباً أو مزهداً واعداً أو موعداً. ومن ثم فقد أضطر أستاذنا إلى نفس الطريقة التي لجأ إليها أسلافنا من التأويل والتخريج، وصرف الكلام عن ظاهره، وهي طريقة إن صحت في ميدان التشريع والتفسير فلا تحمد في ميدان البلاغة بحال.
على أن للكتاب أهمية قصوى، لا تتأنى من عرضة لصحائف من القرآن في صورة جديدة فحسب، وإنما لإثارته أكثر من قضية أدبية، فهو يحدثنا عن هدف الأدب (ص١٢) فيقول (والحق أننا نقف بهذا الهدف، عند حد الإثارة الوجدانية، فلا نطلب منه أن يمدنا بأفكار صادقة عن الحياة) وهو كلام يستدعى النظر طويلاً. أما أن الأدب إثارة وجدانية فأمر لأمراء فيه وأما عدم اشتراط الصدق، يرفضه الأدب بمعناه الحديث لأن البساطة والصدق هما أخص مميزاته، أما الأدب المنافق المرائي الذي شهدته العربية وتشهده، في عصور الضعف والاستعباد فمرهون بظروفه، وسينتهي فمرهون بظروفه، وسينتهي يوم تشيع الحرية والكرامة في أرجاء هذا الوطن العزيز. . .
ثم، ما هو التعبير الإباحي لا يعده الأستاذ من الأدب أو الفن الجميل (ص١٨) وما الفرق بين الإثارة الروحية والإثارة الجنسية؟ إن الكاتب قد يعرض لموضوع جنسي، محللاً في قصة، أو مبحوثاً في مقال، فيقرأ من سمت تربيته فلا يراه إلا روحيا خالصاً، ويقرأه من عاش في بيئة متحللة، فلا يلمس فيه إلا استفزازاً جنسياً، فليس هناك تعبير وتعبير روحي، وإنما هناك قابلية روحية وقابلية جنسية، وهو يحدثاً عن المنهج الأدبي في القرآن (ص٣٧)(وأعني بالمنهج الأدبي هذا الذي يتجه إلى إثارة وجدان القارئ، إثارة روحية رفيعة) ثم يستشهد له بما يمت إلى الروحية إلا بسبب واهن ضعيف، في آية (ومن يطيع الله