جمال الطبيعة، ويعملون بما يعلمون، ويثابرون على التعلم).
وبعد الوصول إلى الغرض الأول أو المرحلة الأولى من الحياة يمكن التفكير في مرحلة أخرى وتحديدها والعمل للوصول إليها وهكذا إلى نهاية الحياة. قال عمر بن عبد العزيز:(إن لي نفساً تواقة لم تزل تتوق إلى الإمارة، فلما نلتها تاقت إلى الخلافة، فلما نلتها تاقت إلى الجنة). وقيل:(ذو الهمة إن حط فنفسه تأبى إلا علواً، كالشعلة من النار يضربها صاحبها، وتأبى إلا ارتفاعاً).
(٢) الرغبة في العمل:
بعد تحديد الغرض من العمل يجب أن تكون هناك رغبة فيه وميل إليه؛ لأن الرغبة:
ترفع من شأن العمل الذي تقوم به.
تؤدي إلى الإقدام والنشاط وهما القوة الطبيعية للشخصية، وتكون كوازع نفسي أو باعث داخلي يستنهض همتنا ويستحثنا على العناية بالعمل.
تمدنا بالقوة التنفيذية، والإرادة الحق الضرورية للوصول إلى أغراضنا.
فالرغبة هي الدافع الطبيعي للإنسان نحو العمل مهما لاقى في سبيل ذلك العمل من متاعب ومصاعب. والرغبة الحق هي تلك القوة الروحية التي توحي إلى الشخص للقيام بالشيء بهمة لا تعرف الكلل ولا تقف دونها أي عقبة. فإذا وجدت الرغبة ثم وجدت الإرادة، سهل الطريق مهما كان شاقاً، والحاجة تفتق الحيلة. فإذا رغبت في معرفة صناعة غزل القطن ونسجه كان الذهاب إلى معمل الغزل والنسج أحب الأشياء إليك، وأخذت تشعر بأنه يجب أن تعرف كل شئ يتعلق بالقطن وأنواعه، وأين يزرع، وكيف يزرع، وكيف تتقي آفاته السماوية، وما الأحوال الجوية التي يتطلبها، وكيف يجنى، وكيف يوضع في الغرائر، وكيف يخزن، وكيف يرسل إلى السفن، وكيف يحلج، وكيف يغزل، وكيف ينسج.
وكذلك القول في رغبة (ابراهام لنكولن) في تحرير العبيد يوم ذهب مع بعض العمال إلى السوق، فوجد جارية تباع وتشترى فتألم لبيع الإنسانية وشرائها الألم كله، فتمنى لو أعطي سلطة حتى يضرب على الاسترقاق بيد من حديد، فأعطي الفرصة بعد زهاء ثلاثين عاماً بانتخابه رئيساً لجمهورية الولايات المتحدة بأمريكا فكان من أوائل أعماله العمل على تحرير العبيد. وقد أدى ذلك إلى حرب داخلية، ولكن النصر كان أخيراً في جانبه، وبذلك