وقول المؤرخين الظهري نسبة إلى أستاذة العظيم الملك الظاهري برقوق.
وجاء في الضوء اللامع نقلا عن ابن خطيب الناصري أنه (كان عنده عقل وحياء وسكون) ثم ذكر السخاوي أنه نظم إلى الأمير ايتمش) في خروجه بالشام، وأرجع أنه انظم إليه بحكم الجنسية التركية على رغم قرابته لبيت الظاهر برقوق.
ولقد دهشت لما قرأت في ترجمة ابنه صاحب النهل الصافي والنجوم الزاهرة، وفي كتاب الإفرنج والمشتغلين التاريخ الإسلامي من المتأخرين، تفسيرهم لكلمة الرومي باليوناني.
١ - فقد ورد في كتاب تاريخ المماليك لسير وليم موير في مقدمة المؤلف صفحة ٧ ما يأتي:
(أما أبو المحاسن فقد عاش بعد المقريزي ثلاثين سنة وهو ابن الأمير تغري بردى الذي كان مملوكا يونانيا للسلطان برقوق)
٢ - وذكر الأستاذ أنور زقلمة في كتابه عن تاريخ المماليك (أن الأمير تغزى بردي كان مملوكا يونانيا)
٣ - كما جاء في الصفحة ٢٦من كتاب الدكتور محمد مصطفى زيادة عن مؤرخي القرن الخامس عشر عند كلامه عن صاحب النجوم الزاهرة لفظ يوناني بين قوسين.
وتكلم عن بعض سلاطين دولة الأمراء الجر الجراكسة في محاضرة له بجمعية الدراسات التاريخية فنسب بعضهم إلى لا أصل يوناني.
وتحميل لفظ الرومي على أنه يوناني لا يتفق مع ما هو متداول في ذلك العصر لأن أرض الروم هي آسيا الصغرى، وكان يطلق على سلطان المسلمين هناك ملك الروم، هكذا ورد في أيام السلاجقة وآل عثمان.
ويظهر لنا جليا أن آسيا الصغرى كانت منذ القدم موطنا للشعوب الأسيوية لا الروم، وفي العهود التي عاش فيها تغري بردى، كانت آهلة بالعناصر التركية والتركمانية، حتى قبل مجيء العثمانيون واستيلائهم على ربوعها وأقطارها، وكان يطلق على المسلمين من سكانها أهل الروم وهم ليسوا بروم، وإلا كان جلال الدين الرومي بمجرد نسبته يونانيا، وآباؤنا وأجداده في أواسط آسيا ومكانته في الشعر الصوفي وأثره في العالم معروفان.