أما تشعب عائلته بردي واتصالها بالناس فأمر طويل يحتاج إلى تابعها وقيد الكثير من السير في مختلف المراجع، وأهمها الضوء اللامع إليَّ أرخ لبعض أفراد العائلة حتى عهد قايتاباني إذ ذكر محمد بن سنقر القادري ابن عمة أبي أخت المؤرخ.
ويظهر من كلام الشخاوي أن جاع السلطان برقوق بالصاغة يحتوي على رفات عدد من أولاده وأحفاده غير أولئك الذين دفنوا بمدرسته المشهورة بالصحراء بجوار تربته: كما تبين لنا صلة بيت برقوق بعائلته تغري بردى وإن كانت أسرة برقوق تنحدر من أصل جركسي عريق والثانية من أصل تركي في آسيا الصغرى.
والذي أقلقني في ترمة الأمير سيف الدين تغري بردى النسمة الآتية التي جاءت على ثلاثة أوجه: اليشغاوي الكمشبغاوي والقشبغاوي.
والذي أعرفه أنه لم يرد تحت كمش بغا ومعناها (الثور الفضي) غير الأمير سيف الدين يعقوب شاه الكمشبغاوي الظاهري وترجمته في المنهل الصافي وكان أمير ألف وقتل سنة ٨٠٢ كما له ترجمة في الضوء اللامع وكان تركي الأصل مقداما جميل الصورة، حسن القامة، انظم إلى (ايتمش) وآل أمره إلى أن قتل بقلمه دمشق، أي بعد أن نظم إلى الحزب الذي كان فيه تغري بردى ولولا علاقة الأخيرة بالبيت المالك لكان نصيبه هذا الأمير أي القتل. ولذا استبعد موضوع النسبة إلى كمشبغا هذا. ولكن ابن الفرات الذي استعمل أولا لفظ كمشبغا عاد فاستعمل لفظ قشبغا وإليك النصوص:
عند خروج السلطان برقوق إلى الريدانية ترك بالقلعة من مماليكه نحو الستمائة مملوك عندهم الأمير تغري بردى من كمشبغا رأس نوبة. صفحة ٢٤٩ جزء ٨.
أنعم الملك الظاهر على الأمير على تغري بردى من قشبغا ص ٣٠٦ أحد أمراء الطلبخانات بتقدمه ألف.
جاءت الأخبار في ذي الحجة سنة١٩٦ إلى الديار المصرية الظاهر خلع على الأمير سيف الدين تغري بردى من قشبغا واستقر في السلطنة بحلب عوضا عن الأمير سيف الدين الكمشبغاوي صفحة ٣٧٨ جزء.
فاشترك الأميرين الكبيرين تحت اسم سيف الدين جعل المؤرخين يخلطون بينهما وينسبون كلا منهما إلى أنه الكمبشغاوي.