الكفتين هو الكفيل بتحقيق هذا الأمل الذي يداعب خيال الأدباء، والذي نرجو مخلصين أن يتحقق في مقبل الأيام!.
شكا من الأزهر:
إن أحزن على شيء فلا إلا على نفسي كأزهري يحل بمستقبل بسام، ويرنو إلى مدارج العزة التي يريد الوصول إليها بوسيلة مفيدة!.
وكيف لا أحزان يا صديقي وأنا صديان لا أجد المورد العذب الذي يشفي غلتي، وأنا ناقص البناء أبحث عن اللبنة التي تتم هيئتي فلا أجدها، وأنا حائر بين مفترق الطرق وعواطف الآراء لا أدري إلى أبن المفر؟!.
نعم، لا تعجب يا صديقي. فإنا طالب بكلية أصول الدين أدرس العقيدة دراسة أشد تعقداً من ذنب الضب. . لا أكاد أصل إلى نتيجة في بحث إلا وأجدها مهددة باعتراضات بيزنطية أشد فتكا بالعقول من القنابل الذرية! ثم ماذا؟ لا شيء، لا ذخيرة لا علم يساير العصر ولا فكرة تستطيع أن تقف على قدميها لترى كيد الطوائف، تلك التي وجدت لتنخر في عظام الإسلام. فهناك طائفة الوهابية الإسماعيلية وطوائف أخر، تتحدى وتنذر وتبذر بذور الشك في عقيدة المسلمين على مرأى ومسمع من علماء الإسلام الذين أطالبهم معي آلاف الشباب الأزهريين بأن يضعوا حداً لهذه المهزلة العلمية، وأن ينتخبوا إنتاجا يتحصن به أبناؤهم الأزهريين وغيرهم ضد هذه التيارات المتباينة والآراء الخطيرة!.
ولست بأول من جهر بهذا الرأي فقد سبقني إليه أساتذة إجلاء أذكر من بيتهم أستاذي الدكتور محمد يوسف موسى، ولكني أجهر به ونار الواقع تلهمني، ويكاد الأمل البسام أن يفلت مني!.
ولقد حظيت بقراءة من وضع الأستاذ الكبير الشيخ أبو زهرة في قسم وهو بكلية الحقوق، فعجب أيما عجب، وقلت في نفسي المكلومة أمام شباب جامعي، أيدرس هذا لشباب الجامعة المدنيين؟!. . وكلية الشريعة تدرس الدماء الثلاثة، وتضيع وقتها في باب العتق والطهارة، والقواعد التي لا قبل لها بتطبيقها على مسائل الظروف الحاضرة؟!.
وقلت في نفسي أيضاً وهي تنفطر: لماذا لا يجتمع علماؤنا على خير؟ لماذا لا يحققون المسائل العلمية ويطبقونها على مقتضيات العصر؟ لماذا لا يسيرون في موكب الحياة؟ ثم