للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

اللسان الضادي لعرب وإن لغتنا لهي العربية وهي الإرث الذي ورثناه وإنا لحقيقون - والآباء هم الأباء واللغة هي اللغة - بأن نبقى عربية الجنس وعربية اللغة.) ولقد قضى الفقيد القسم الأول من حياته مدرساً للغة العربية في مدارس فلسطين قبل الانتداب البريطاني وبعده ثم سمت به كفاءته فارتقى حتى وصل إلى درجة التفتيش العام للغة العربية في القطر بأسره. فنهض بها نهضة ارتفعت بها إلى أسمى الدرجات رغم أن حكومة الانتداب البريطاني كانت تقاوم ازدهار اللغة العربية، وتحول دون تبوئها المكانة اللائقة كلغة قومية في قطر عربي. ومن مآثره الجليلة في هذه الناحية كتاب أسماه البستان اختار فيه مقطوعات شعرية، وكلمات نثرية يستظهرها الطلاب في مدارس فلسطين الابتدائية والثانوية، وكان موفقاً كل التوفيق في الاختيار إذ بث في نفوس الناشئة حب الوطن، والتطلع للمجد، والتأهب للوثبة. وله غير بستانه الزاهر رسائل منها كلمة في اللغة العربية وكلمة في رثاء أمير الشعراء شوقي بك، وثالثة في الزعيم إبراهيم هنانو. وآخر مؤلف طبعه كتاب الإسلام الصحيح. ورغم أن إسعاف قد ارتقى إلى ذروة المجد، وتسلم الشهرة في أفق اللغة والأدب، فقد كان على جانب كبير من دماثة الخلق، وحسن الطبع، وعظم التواضع حتى ليشعر محدثه بأنهما في مستوى واحد، والفرق كبير والبعد شاسع. وهو محدث لبق، والذين أتيح لهم أن يصغوا إليه في الكونتنتال حين يتوسط الحلقة، ويدير الدفة يشهدون ببراعة في الحديث وإجادة في التعبير. ولقد وقف إسعاف حياته على خدمة العربية لغة القرآن، وما رأيته إلا قارئاً أو خطيباً أو كاتباً أو معقباً أو مصححاً يستتر بأسماء متعددة ويتخفى بأزياء متباينة لأنه لا ينبغي مزيداً من شهرة أو ظهور.

والمجلات الشهيرة في العالم العربي وفي مقدمتها الرسالة في مصر ومجلة المجمع العلمي في دمشق زاخرة بأبحاث الفقيد في شتى النواحي العلمية والأدبية.

ولقد كان إسعاف قوي الإيمان، راسخ العقيدة. فاهماً للإسلام حق الفهم، القرآن حداؤه وغناؤه، والرسول الكريم قدوته وفي (خورنقه) نجد اسم محمد صلى الله عليه وسلم معلقاً أمامه على الجدران في صور متعددة. يا محمد - أنا عبدك يا رسول الله.

وتهتز أعطافه عندما يرتل آي الذكر الحكيم ترتيل العربي الصميم الذي أحاط بأسرار اللغة العربية ففهم الآيات الفهم الكامل وأدرك ما ترمي إليه من أهداف ومقاصد، وهو الذي يقول

<<  <  ج:
ص:  >  >>