للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأجبروها إجباراً على أن تحلق في كل أفق؟!

يخيل إلي أنني مقصر في حق النقد ومهمل لرسالته. ولو لم أكن مقصراً ومهملاً لتناولت قلمي منذ أمد بعيد لأحاسب الدكتور بدوي. . يخيل إلى هذا، ولكني أعود إلى نفسي فألتمس لها شيئاً من العذر، حين أنظر إلى الميدان فأجده قد خلا من النقاد. ترى هل يستطيع ناقد واحد أن يحاسب هذا العدد الضخم من المنتجين؟ وكيف أستطيع أن أحاسبهم جميعاً وفيهم من أحال الإنتاج (المطبعي) إلى معمل من معامل التفريخ؟!

إن إنتاج الدكتور بدوي وحده جدير بأن يشغل جيشاً من النقاد لا يهدأ ولا يستقر، ولكن أين هو هذا الجيش؟ أين الفصيلة التي تحارب الدكتور بدوي في جبهة الفلسفة، وأين الفصيلة الثانية التي تحاربه في جبهة الأدب، وأين الفصيلة الثالثة التي تحاربه في جبهة الشعر، وأين الفصيلة الرابعة التي تحاربه في جبهة القصة، وأين الفصيلة الخامسة التي تحاربه في جبهة التحقيق العلمي. . وأين الفصائل الأخرى التي تحاربه فيما يستجد بعد ذلك من جبهات؟ لقد تصدى له صديقنا سيد قطب - جزاه الله خيراً - في الجبهة الثالثة يوم أن اجترأ على أن يصدر ديوانه الخالد (مرآة نفسي)، ومع أن طعنات صديقنا الأستاذ قطب كانت قاتلة، إلا أنها كانت طعنات مهاجم واحد في ميدان يحتاج إلى فصيلة من المهاجمين. . إذا لم تصدق فاعلم أن الدكتور بدوي قد شرع في إخراج ديوان جديد، ديوان أسأل الله أن يعينني على لقائه!!

مهاجم واحد بالأمس في جبهة الشعر هو سيد قطب، واليوم يظهر في الأفق مهاج آخر هو سيد صقر. ما أعجب التشابه بين الاسمين وما أبعد الفارق بين الجبهتين. . إن الجبهة التي يهاجم فيها صديقنا الأستاذ صقر جبهة جديدة، فتحها الدكتور بدوي وهو أقدر القادرين على فتح الجبهات، لأنه أقدر القادرين على ادعاء المواهب والملكات. . . أما رحى المعركة فتدور على صفحات زميلتنا مجلة (الثقافة). هناك حيث خطر للدكتور بدوي أن يحقق (الإشارات الإلهية) لأبي حيان التوحيدي!

إلى هنا وأقف قليلاً لأحدثك عن هذه الفضيحة العلمية التي ارتكبها الدكتور بدوي، وكشف عنها الغطاء صديقنا الأستاذ السيد أحمد صقر جزاه الله. . لقد نشر المقال الأول في العدد الأسبق من (الثقافة)، ولن يصل هذا العدد من (الرسالة) إلى أيدي القراء حتى يكون المقال

<<  <  ج:
ص:  >  >>