للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الثاني قد خرج إلى النور. . ليهتك حجب الظلام! ولن يقتصر الأمر على هذين المقالين، فلابد من مقال ثالث ورابع وخامس، لقاء ما بذل الدكتور بدوي من جهد في تشويه سمعة أبي حيان، وتشويه سمعة نفسه، وتشويه التحقيق العلمي في مصر!!

إن ما نشر من سقطات الدكتور بدوي كان أهون ما في الكتاب، وما بقي كان ألعن. . . واستمع لفصول القصة:

في مساء الاثنين الماضي كنت وحيداً في بيتي، أتأهب للخروج ولا أعرف إلى أين، فقد كان كل همي أن أطلق النفس من قيود الأسر، أسر القلم والكتب والجدران. . وفجأة هبط علي زائر كريم لم أكن أتوقع زيارته، لأنه كان معي قبل ذلك بيوم واحد، هناك على صفحات مجلة (الثقافة). وحين راحت يده اليمنى تصافحني كانت يده اليسرى تصافح أبا حيان، أعني تتصفح كتابه المفترى عليه: الإشارات الإلهية!

وقلت للأستاذ السيد أحمد صقر بعد أن استقر به المقام: معذرة فليس لدي تليفون حتى أدعو الأدباء من أعضاء ندوتنا الأدبية إلى الاجتماع في بيتي. تعال نذهب إلى مكاننا المختار حيث ندعوهم من هناك، فما أحوجك إلى كثير من الشهود المستمعين لدفاعك عن كرامة التحقيق العلمي في مصر!. . . والتأم شمل الندوة بعد دقائق، فكان فيها إلى جانب الشعراء والأدباء، بعض الأساتذة من جامعتي فؤاد وإبراهيم. وبدأ الأستاذ صقر يقرأ على الآذان المرهفة مقاله الأول الذي نشر في (الثقافة)، وحين انتهى منه، مضى يقلب صفحات الكتاب الذي (حققه) الدكتور بدوي وقدم له، واقفاً عند كل صفحة، مشيراً إلى كل سقطة، لافتاً إلى كل تشويه، معرجاً على تحريف!

أقسم لقد ضحكنا حتى اهتزت تحتنا المقاعد من كثرة الضحك، ودهشنا حتى عقدت الدهشة منا كل لسان، وأسفنا حتى ارتسمت معالم الأسف على قسمات الوجوه ونظرات العيون. . وقال أستاذ جامعي طلب إلي ألا أذكر اسمه لأنه صديق للدكتور بدوي وزميل له في جامعة إبرهيم: (هذه فضيحة من طراز فذ ليس له نظير. إن مصيبة الدكتور بدوي أنه لا يتأنى في إخراج كتبه، لأنه مولع بأن يكون له في السوق أضخم إنتاج بين المعاصرين. . هل المسألة مسألة كمأم مسألة كيف؟ أظن أن الجامعيين يجب أن يهتموا بالجانب الأخير)!

وعقب الأستاذ صقر غاضباً وهو يوجه إلي الحديث: لو كنتم يا حضرات النقاد تحاسبون

<<  <  ج:
ص:  >  >>